نسيم كاكون… اليهودي المغربي المتشبث بثقافة بلاده

ولد نسيم كاكون بمدينة الصويرة التي لم ينسها يوما، رغم أنه غادرها نحو فرنسا في نهاية الستينات، وعاش متغربا سنوات طويلة، قبل أن يقرر العودة إليها سنة 2009، بعد أن أخذه الحنين إليها وأراد أن يستعيد ذكرياته فيها ويجدد الارتباط مع أصوله اليهودية المغربية، هي المدينة المغربية التي عرفت أكبر تجمع لليهود المغاربة على أرض المملكة.

نسيم هو صاحب فكرة كتاب “طهاة رمضان”، وهو الذي آمن بها ودعمها لتخرج إلى الوجود على شكل كتاب، رغبة منه في الحفاظ على تراث المجتمعات الإسلامية، في ما يتعلق بعادات وطقوس الأكل خلال شهر الصيام، الذي اختاره، لأنه طقس حاضر أيضا في الديانة اليهودية، بهدف تطهير الذات والروح والارتقاء بها روحيا وتقريبها من خالق الكون، ، كما أن الوجبات والأطباق التي تحضر في شهر الصيام تعتبر فرصة للقاء الأحباء وصلة الرحم ومساعدة المحتاجين والفقراء، حسب ما أكد في تصريح نقله عنه موقع 360 المغربي، مضيفا أن رمضان  شهر الصيام والتأمل، ويحمل أيضا قيما نبيلة وإنسانية، “كما أن القصص التي يتضمنها الكتاب، هي فلسفة عالمية وخالدة للحياة، حيث سيتعرف الجميع على أنفسهم، بغض النظر عن عقيدتهم ومعتقداتهم”.

ومنذ عودته إلى المغرب، ركز كاكون على إطلاق العديد من المشاريع الاجتماعية والثقافية، والتي من بينها كتاب “طهاة رمضان”، لإيمانه بأهمية الثقافة والقيم والتقاليد في بناء مستقبل الإنسان وهويته، وإيمانه القوي بأهمية انتقالها عبر الأجيال، لتظل حية لا تموت، معتبرا، في تصريح للموقع المذكور، أن من الواجب   الحفاظ على هذه الثروات غير الملموسة، حتى لا تضيع باسم الحداثة، ومضيفا “مهما كانت معتقداتنا وعلاقتنا بالأهل، فنحن قلقون جميعا بشأن ما سنورثه لأطفالنا مما علمنا إياه آباؤنا وأمهاتنا”.

ويعتبر كتاب “طهاة رمضان”، الذي موله وساهم في خروجه إلى المكتبات والأسواق، ودعمه اليهودي نسيم كاكون، واحدا من الكتب القليلة التي اهتمت بالمطبخ الإسلامي خلال شهر رمضان. ويتضمن وصفات وتقاليد الطبخ في العديد من مطابخ المجتمعات الإسلامية، كلها جاءت نتيجة أسفار في مختلف أنحاء العالم.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*