عيد الشغل… مواجهات ودماء وحقوق

انطلق الاحتفال بعيد الشغل أول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية حين دعت نقابات في 1 ماي 1886 إلى إضراب عن العمل في شيكاغو، للمطالبة بثماني ساعات يوميا من العمل، وهي الدعوة التي انقلبت إلى احتجاجات ومواجهات في الشوارع مع الشرطة، قتل على إثرها عدد من المضربين وعناصر الأمن بعد تفجر قنبلة، وغادر بسببها أكثر من 300 ألف عامل مصانعهم دون تجديد عقود عملهم، قبل أن تتكرر الدعوة في ولايات أخرى مثل كاليفورنيا ثم تنتقل إلى تورونتو بكندا.

في 1890، ستتجدد الدعوة مرة أخرى للمطالبة بثماني ساعات من العمل في تظاهرة عالمية تم خلالها إحياء ذكرى ضحايا شيكاغو، قبل أن تصبح هذه الدعوات والاحتجاجات من أجل مزيد من حقوق العمال، تغزو العالم في كل فاتح ماي، الذي أصبح يوم عطلة رسمية في أكثر من 160 دولة حول العالم، اعترافا بنضالات العمال والشغيلة والبروليتاريا. 

وترجع مصادر بدايات الاحتفال بعيد الشغل إلى تاريخ 21 أبريل 1856 بأستراليا، قبل أن تنتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم رفع شعار “8 ساعات عمل، 8 ساعات نوم، 8 ساعات فراغ للراحة والاستمتاع”، الذي لم يعجب السلطات وأرباب المصانع، خاصة بعد أن نجحت الدعوة إلى الإضراب وشلت الحركة الاقتصادية. 

في عام 1889، أعلن مؤتمر الأحزاب الاشتراكية العالمية الذي عقد في باريس تأييده لمطالب حركة العمال في الولايات المتحدة الأمريكية التي نادت بتحديد وقت العمل بثمان ساعات فقط. واختار المؤتمر أول مايو من تلك السنة لتنظيم مظاهرات تأييداً لهذا القرار. ومنذ ذلك التاريخ أصبح الأول من مايو إجازة باسم عيد العمال في كثير من دول العالم. حيث تقوم الحكومات ومنظمات العمل بتنظيم استعراضات وإلقاء خطب وأنماط احتفالية أخرى فيه تكريما للفئات العاملة. ولهذا اليوم أهمية خاصة في الدول الاشتراكية والشيوعية.وفي كثير من البلدان، يسمى بعيد العمال العالمي أو عيد العمل أو عيد الشغل، حيث يتم تنظيم احتفالات من قبل النقابات العمالية والاتحادات والجماعات الاجتماعية. وهو يوم عطلة في الكثير من الثقافات العالمية. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*