بني المركب الرياضي محمد الخامس في الدار البيضاء في عهد الحماية سنة 1955، على يد مهندس معماري يدعى أشيل دانكلوتير، وكان اسمه حينذاك مارسيل سيردان، على اسم بطل الملاكمة الفرنسي الشهير، الذي عاش طفولته في البيضاء، قبل أن يتحول اسمه بعد الاستقلال إلى “سطاد دو نور”، ثم إلى مركب محمد الخامس على اسم الملك الراحل سنة 1981، قبل أن يفتتح رسميا من قبل الملك الراحل المغفور له الحسن الثاني في 21 غشت 1983، بمناسبة الدورة التاسعة لألعاب حوض المتوسط، حيث كان مسرحا لأحداث وبطولات رياضية كبرى تم تنظيمها على أرض المملكة.
أقيم المركب، الذي كانت الدار البيضاء في حاجة إليه بعد أن توسعت وكثر سكانها وأصبحت وجهة عالمية، على أرض في ملكية معمرين فرنسيين، على مساحة تقدر بحوالي 12 هكتارا، ليشمل ملعبا لكرة القدم وقاعتين مسقوفتين لرياضات كرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة وفنون الحرب والمسايفة، إضافة إلى السباحة والغطس.
وخضع مركب محمد الخامس طيلة السنوات الماضية إلى سلسلة من الإصلاحات، وأغلق بابه في وجه جماهير فريقي الوداد والرجاء في العديد من المناسبات، غير أن الإصلاحات اقتصرت على المدرجات وإصلاح عشب الملعب، وإزالة الأعمدة الكهربائية التي كانت موجودة في الداخل، لكن دون القيام بإصلاحات جذرية لتأهيل مرافقه وإحداث قاعة للندوات تستجيب إلى المعايير الدولية، وتسهيل عملية الدخول والخروج، فضلا عن إحداث موقف للسيارات.
أعيد بناء المركب، الذي يتسع ل67 ألف متفرج، سنة 1999، ليصبح مطابقا لمعايير الفيفا، لكنه لا زال لا يستجيب لها، رغم أنه يرتقي لمصاف المنشآت الرياضية الكبرى على مستوى القارة، وهو ما خلف امتعاضا لدى البيضاويين، الذين لم يتمكنوا من متابعة مباريات مونديال الأندية الذي احتضنه المغرب شهر فبراير الماضي، من مدرجاته.
ودارت أخبار عن إمكانية هدم الملعب وتغيير مكانه إلى ضواحي المدينة، خاصة أنه يقع في واحد من أهم الشوارع الرئيسية للعاصمة الاقتصادية، مما يجعل إقامة مبارياته تحفل بالعديد من مظاهر الفوضى والازدحام الذي يكتوي بناره البيضاويون وسكان المنطقة.
قم بكتابة اول تعليق