بدأ الموسيقار محمد سلطان، الذي توفي أمس عن سن تتجاوز 85 سنة، حياته الفنية ممثلا، إذ شارك في العديد من الأعمال السينمائية مثل “الباحثة عن الحب” و”الناصر صلاح الدين” و”العتبة جزاز”، قبل أن يجره حبه للموسيقى والنوتات إلى التلحين والتأليف الموسيقي، هو الذي تعلم العزف على العود والبيانو في سن صغيرة، متأثرا بوالدته التي كانت تجيد العزف وكان لها صوت جميل.
ولد محمد عبد الحميد سلطان (اسمه الكامل) في مدينة الإسكندرية ذات صيف من سنة 1937. توجه إلى دراسة الحقوق وحصل على الإجازة ودخل الكلية الحربية، لكن حب الفن أثر على مساره المهني، ووجهه وجهة أخرى.
كانت الفنانة فايزة أحمد التي تزوج بها وأنجب منها أبناءه، من أوائل المشجعين لموهبة محمد سلطان، إلى جانب موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذي عبر عن إعجابه به منذ أول مرة سمع ألحانه، ونصحها بالتعامل معه، كما توقع أن يكون له شأن كبير في عالم الموسيقى والفن والتلحين. وقد شكلا معا ثنائيا فنيا رائعا قدم أكثر من 200 أغنية إلى خزانة الأغنية العربية، من بينها “أؤمر يا قمر” و”خليكو شاهدين” و”تعبني هواك”… ورغم طلاقهما، ظل سلطان يكن لفايزة الكثير من الحب والود ومشاعر الصداقة العميقة، بل ظل إلى جانبها في فترة مرضها إلى أن توفيت، وظل يذكرها بالخير في حواراته دائما.
تعامل محمد سلطان، الذي كان يلقب في الوسط الفني ب”كروان الفن” مع العديد من الفنانين المصريين النجوم، ومن مختلف الأجيال الفنية، بداية من صباح ووردة، مرورا بهاني شاكر ونادية مصطفى ومحمد ثروت وصولا مدحت صالح وسميرة سعيد وأصالة. لكنه لم يسبق أن تعامل مع كوكب الشرق أم كلثوم، ولا العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، الذي وافته المنية قبل أن يتمكن من التعاون معه.
أعد محمد سلطان الألحان والموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام المشهورة في تاريخ السينما المصرية، من بينها “الشرس” و”سمارة الأمير” و”الراقصة والسياسي” و”النمر والأنثى” و”الحلال والحرام”
اعتزل محمد سلطان الساحة الفنية سنوات طويلة قبل وفاته، معتبرا أن الزمن الجميل للفن والموسيقى ولى ومضى.
قم بكتابة اول تعليق