عيد الفصح اليهودي… الاحتفال بالحرية

يحتفل اليهود عبر العالم، اليوم (الأربعاء)، بعيد الفصح اليهودي، المعروف عندهم ب”بيساح”، وهو العيد الذي يقابله عند المسلمين عيد الأضحى.

تستغرق الاحتفالات بهذا العيد المقدس في الديانة اليهودية سبعة أيام كاملة، إحياء لذكرى خروج بني إسرائيل من مصر بمساعدة نبيهم موسى ومعانقتهم الحرية وهروبهم من بطش آل فرعون، الذين استعبدوهم.

ويحرص اليهود، في هذه المناسبة، على قراءة “الهاغادا بيساح”، بعد أن يتحلقوا حول المائدة ويستعيدوا قصص وحكايات مختلفة عن فترة الخروج، ثم يستمتعوا بشرب أربعة كؤوس من النبيذ وتناول مختلف أنواع الأطعمة التقليدية التي تقدم في هذه المناسبة، باستثناء الخبز والخمير، الممنوع عليهم، إضافة إلى غناء بعض الأناشيد المرتبطة بهذا العيد الذي لديه مكانة خاصة في قلوبهم، خاصة أنشودة البحر، التي ترمز حسب التقليد اليهودي، إلى فلق موسى البحر لينجو بقومه من بطش فرعون، فعبر اليهود إلى الشاطئ، في حين غرق جند فرعون في البحر، كما يتلون بالمناسبة فصولا من التوراة والتلمود والمزامير.

ويتزامن الاحتفال بالعيد مع حلول فصل الربيع، لذلك يسمونه أيضا بعيد الربيع، حيث يجتمع جميع أفراد العائلة، المستقرين معا أو القادمين من بلدان أخرى، للصلاة والدعاء وزيارة المعابد، إذ يكون اليوم الأول والأخير من عيد الفصح يوما عطلة يمنع فيهما العمل.

في هذا العيد الذي يرتبط بنشأة الشعب اليهودي، ومن هنا يستمد أهميته، يأكل اليهود الفطير غير المختمر (الماتزا) من أجل تذكر الكيفية التي فروا بها من ظلم فرعون، محملين بأقل الأشياء من بيوتهم، واضطرارهم إلى عدم انتظار أن يختمر الخبز، خوفا من أن يتم اكتشاف أمرهم، لذلك حملوا معهم في رحلة الخروج خبزا غير مختمر.

وتقع مناوشات دائمة في مناسبة عيد الفصح، بين اليهود المتدينين والفلسطينيين في المسجد الأقصى، إذ يحرص اليهود على حمل القرابين إلى حائط المبكى والقيام بطقوسهم الدينية، في الوقت الذي يرفض المسلمون الفلسطينيون ذلك، ويمنعونهم، فتبدأ المعارك بين الفئتين وتتدخل السلطات الإسرائيلية لفك الاشتباكات التي قد تصل إلى ما لا تحمد عقباه، وتهدد بخطر حرب يؤدي العالم ثمنها.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*