يعتبر حي الحبوس من الأحياء الأسطورية التي ما تزال تعبق برائحة التاريخ داخل مدينة الدار البيضاء. فهو الحي الذي انطلقت منه أولى شرارات المقاومة، واحتضنت دوره ومقاهيه اجتماعات الوطنيين، رغم أنه، ولمكر القدر، شيد من طرف الجنرال ليوطي، المقيم العام الفرنسي بالمغرب، في فترة الاستعمار.
يوجد الحي، الذي يعتبر من أقدم الأحياء وأشهرها بالمغرب، بدرب السلطان جوار القصر الملكي بالدار البيضاء.
كان الهدف من تأسيس الحي، الذي بدأت أشغال بناءه في 1918، هو خلق مدينة عتيقة، داخل المدينة، مخصص لسكن المغاربة فقط، بعيدا عن الأحياء حيث يقطن الأوربيون، ومن أجل فصل الفريقين، خاصة بعد توافد المهاجرين على العاصمة الاقتصادية للمملكة، من جميع المدن الأخرى.
أشرف على بنائه وتصميمه المهندس الفرنسي هنري بروست، الذي يعود له الفضل في بناء الأحياء التاريخية الجميلة للدار البيضاء، على أرض منحها أحد اليهود المغاربة الذي كان يدعى حاييم بن دحان، إلى السلطان مولاي يوسف، قبل أن يهبها الأخير إلى إدارة الأحباس. وحرص في تصميمه على توظيف قواعد البناء العصري المدني مع الحفاظ على اللمسة المعمارية التقليدية، ليخرج إلى الوجود تحفة فنية متميزة، لا تزال إلى اليوم قبلة سياحية بامتياز داخل العاصمة الاقتصادية.
يضم الحي جميع المرافق والفضاءات التي يمكن أن تحتاجها الساكنة، وتباع فيه جميع أنواع السلع والبضائع التي تخطر على بال، من منتوجات الصناعة التقليدية، إلى الزيتون و”الخليع” والحلويات والكتب.
قم بكتابة اول تعليق