حكيم زياش… أسطورة عالمية بجينات مغربية

لم يكن حكيم زياش يتخيل نفسه، يوما، لاعبا في صفوف أكبر النوادي الكروية العالمية مثل “أياكس أمستردام” و”تشيلسي”، هو الذي طلق الكرة بالثلاث بعد صدمة وفاة والده، وسنه لم تكن تتجاوز حينها 10 سنوات، ليهيم في عالم الكوكايين والكحول والمخدرات، قبل أن تمتد له يد الدولي المغربي السابق عزيز دوفيقار بالمساعدة، وتخرجه من غياهب الجب، لتخلصه من مرارة اليتم والضياع.

ولد حكيم زياش سنة 1993 في درونتن، وهي بلدة صغيرة تقع شمال هولندا. وهو ينتمي لأسرة فقيرة، مكونة من تسعة إخوة، هاجرت في سنوات الستينات من الريف المغربي المهمش (تتحدر من مدينة تافوغالت) نحو الأراضي المنخفضة. وهناك كبر شغف حكيم بالكرة، قبل أن تصيبه فاجعة وفاة والده بصدمة نفسية أفقدت حياته توازنها، خاصة بعد اضطرار والدته إلى الخروج للعمل لتأمين قوت الأبناء والأسرة، ودخول اثنين من أشقائه السجن بسبب مشاركتهما في أعمال سرقة وعنف.

غادر زياش المدرسة وسنه لا تتجاوز 16 سنة. انضم إلى أكاديمية “هيرينفين” وهو في سن الرابعة عشر، وظل فيها إلى أن بلغ سن 19. أما مساره الكروي فبدأه أثناء مشاركته في الدوري الهولندي الممتاز لينضم بعد ذلك في 2016 إلى “أياكس أمستردام” مقابل 11.5 مليون أورو.

في 2015، سينضم حكيم زياش إلى المنتخب المغربي، الذي فضل اللعب له دوليا على اللعب لمنتخب هولندا، وهو ما شكل صدمة قوية لدى الهولنديين وصعد أسهمه في قلوب الجماهير المغربية التي أثنت على بادرته وقدرتها كثيرا. تأهل مع “أسود الأطلس” إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم في 2017 ثم إلى كأس العالم في روسيا، وهي التظاهرة التي غاب عنها المغرب مدة 20 سنة.

يلعب زياش، صاحب القدم اليسرى الساحرة، في الهجوم. ورغم جسده النحيل، إلا أنه عرف بسرعته وقدرته على المراوغة والتكتيك وبركلاته الثابتة. 

صدم زياش المغاربة حين أعلن اعتزاله اللعب الدولي نهائيا، مفضلا التفرغ لمبارياته مع منتخبه “تشيلسي” الذي انتقل إليه قبل بداية الموسم الماضي ليحقق معه لقبي كأس الاتحاد الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*