حسن نصر الله… العدو اللدود لإسرائيل المتهم بالتطبيع

ولد حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني، سنة 1960، في برج حمود ببيروت، حيث نزحت عائلته من إحدى البلدات الفقيرة بمنطقة الجنوب، بحثا عن عمل ومعيشة أفضل. وكان الطفل التاسع من بين عشرة أبناء. وبسبب ظروف الفقر التي كان يعيشها رفقة عائلته، اضطر إلى العمل بائعا للخضر والفواكه، بالموازاة مع الدراسة.

ورغم أن عائلته لم تكن متدينة، إلا أنه كان شديد الاهتمام بدراسة أصول الدين، كما انضم إلى حركة “أمل” حين عادت العائلة إلى الجنوب بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، وأصبح ممثلا لها في منطقة البازورية، حيث مسقط رأس والده، وهو ما خوله التعرف على العديد من رجال الدين الشيعة الذين فتحوا له المجال لتعزيز معارفه الدينية، من بينهم محمد الغروي، إمام مسجد الإمام جعفر الصادق في مدينة صور، أو عباس الموسوي، الذي التقاه أثناء فترة دراسته في النجف، وجمعت بينهما صداقة متينة، قبل أن يسافر إلى قم بإيران من أجل استكمال الدراسة.

يعتبر العدو اللدود لإسرائيل بسبب موالاته لإيران، وبسبب العمليات التي يسميها حزبه مقاومة، وتنعتها تل أبيب بالإرهابية، بالنظر لأعداد الضحايا التي تخلفها، سواء من بين العسكريين أو المدنيين، وهو ما جعل إسرائيل وحلفاءها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، يصنفه منظمة إرهابية.

هو أحد من كبار القادة الشيعة ورموزها في بلاد الأرز. وفي عهده، أصبح “حزب الله” عنصرا في غاية الأهمية في المعادلة السياسية داخل لبنان، وحاضرا بقوة في مختلف الحكومات، بل أصبح ينعت بأنه دولة داخل الدولة، بسبب النفوذ الذي استطاع أن يحصل عليه منذ نجح في الحصول على مقعد داخل مجلس النواب اللبناني أول مرة في 1992.

ويعتبر حسن نصر الله واحدا من بين خمسين شخصية الأكثر تأثيرا في العالم الإسلامي، حسب دراسة صدرت عن المركز الملكي للبحوث والدراسات الإسلامية بالأردن، إذ يحظى بإعجاب العديدين حتى من بين المخالفين لرأيه وإيديولوجيته، بفضل الكاريزما التي يتمتع بها وشخصيته القوية وخطبه الحماسية التي تثير النخوة في قلوب ومشاعر العرب والمسلمين. 

يعتبره البعض رمزا من رموز مقاومة الاحتلال في العصر الحديث، على غرار الأمير عبد القادر بالجزائر أو عمر المختار في ليبيا، ويعتبره آخرون الزعيم السياسي الوحيد الذي يملك الجرأة لمواجهة إسرائيل بعد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وهي الصورة التي تزعزعت اليوم بعد توقيع اتفاق الحدود بين لبنان وإسرائيل، الذي وصفه الكثير من المتابعين بأنه تطبيع صريح مع تل أبيب.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*