يطلقون عليه “قاهر البوليساريو” والعدو اللدود للنظام الجزائري الذي يدعم الكيان الوهمي. إنه عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة في نيويورك، منذ سنة 2014، والمدافع الشرس عن قضية الصحراء الوطنية في المحافل الدولية، والتي يعرف أدق تفاصيلها ويحفظ تاريخها عن ظهر قلب، إلى درجة أنه قد يفقد هدوء أعصابه وتحفظه كدبلوماسي، وينقض مثل ذئب في رده على “الخصم” أو من يواليه، حين يتعلق الأمر بالأقاليم الجنوبية وبالوحدة الترابية للمملكة، التي يسري حبها في دمه ويتنفسها مثل أوكسجين.
ولد هلال في فاتح يناير من سنة 1951 بمنطقة “ولاد تايمة” بتارودانت، نواحي مدينة أكادير الأمازيغية، بمنطقة سوس العالمة. تلقى تعليمه في المدارس المغربية، وهو حاصل على الإجازة في العلوم السياسية من جامعة محمد الخامس بالرباط، حيث درس العديد من الوجوه المعروفة في جبهة “البوليساريو”، والتي يعرفها هلال جيدا.
لم تعرف الخارجية المغربية دبلوماسيا مثله. هو الذي خبر جميع دهاليزها وتدرج في جميع مناصبها، لمدة أكثر من عشرين سنة، قبل أن يشغل عدة مهام دبلوماسية في الفترة من 1996 وحتى 2001، أبرزها سفيرا للمغرب في سنغافورة ثم نيوزيلندا وأستراليا وإندونيسيا، كما كان له مرور من سفارة المغرب في الجزائر.
شغل هلال كذلك منصب الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج في الفترة بين 2005 و2008، قبل أن يصبح في نونبر 2008 ممثل المغرب لدى الأمم المتحدة في جنيف، ثم يعين في 2020 في منصب ميسر مشارك في عملية تعزيز معاهدات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
عرف عن الرجل أنه مجد في عمله ويسعى دائما إلى الكمال. كما عرف بصرامته التي تجعل جانبه مهيبا في أروقة الأمم المتحدة، حيث تسبقه سمعته، التي تجعله أيضا محل تقدير واحترام كبيرين من الخصوم قبل الأصدقاء. لكنه، في الوقت نفسه، يتمتع بجانب عاطفي يؤكده من يعرفونه جيدا، فهو عاشق لشعر نزار قباني، شاعر المرأة، ومحب للموسيقى التي يؤمن بأنها اللغة الوحيدة للسلام والتسامح ونشر المحبة وروح التعايش بين الشعوب.
قم بكتابة اول تعليق