مصطفى فارس… وفاة رجل دولة من الطراز الرفيع

يعتبر مصطفى فارس، الذي وافته المنية يوم الثلاثاء الماضي، واحدا من رجالات الدولة المغربية الذين يجدر بهم وصف “الطراز الرفيع”. فقد كان أهلا لثقة القصر قيد حياته، وتم تعيينه في العديد من المناصب المهمة في عدد من الحكومات السابقة، ولدى المؤسسات المالية المغربية. إذ شغل منصب وزير التخطيط والتنمية، وتقلد حقيبة المالية، وكان وزيرا للفلاحة، ووزيرا للخارجية. كما سبق أن تقلد كذلك منصب المدير التنفيذي للبنك المغربي للتجارة والصناعة عام 1994، بعد أن خدم لمدة 15 عاما كرئيس للبنك الوطني للتنمية الاقتصادية، كما شغل الراحل عدة مناصب نائب الرئيس في مؤسسات مالية مثل بنك المغرب و”بي إم سي أو” و”سياش”.

ولد مصطفى فارس، الكاتب والمصرفي المعروف، بمدينة الدار البيضاء في دجنبر سنة 1933. درس في ثانوية ليوطي الشهيرة وحصل منها على شهادة الباكالوريا، قبل أن يهاجر إلى باريس، من أجل الدراسة الجامعية في جامعة السوربون، حيث تخصص في مادة الرياضيات، قبل أن ينال شهادة في الهندسة من المدرسة الخاصة للأشغال العمومية في باريس عام 1956، ثم يحصل بعد ذلك على الدرجة الثانية في المدرسة الوطنية عام 1959.

عين الراحل، الذي كان يحظى باحترام السياسيين والتقنوقراطيين ورجالات الدولة الكبار، عضوا بالمجلس الاستشاري للأعمال، التابع لمؤسسة التمويل الدولية والمجلس الاستشاري للأعمال، وكان أيضا مستشارا لمنظمة فرسان مالطا السيادية من 2012 إلى 2019، وهذا إن دل على شيء فعلى سمعة الرجل على المستوى الدولي، التي أهلته لتقلد مناصب بمثل هذه الأهمية.

كان الراحل مصطفى فارس كاتبا أيضا. وقد نشر في سنة 2018 كتابا بالتعاون مع الكاتب الفرنسي جاك بورديلون، اختار له كعنوان “وجهات نظر متقاطعة حول الصداقة: التعاون الفني المغربي الفرنسي”.

وقد بعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة المرحوم مصطفى فارس، أعرب فيها جلالته عن أصدق عبارات التعازي والمواساة، مستحضرا ما كان يتحلى به الفقيد من غيرة وطنية صادقة وكفاءة مهنية عالية أبان عنها بمختلف المسؤوليات والمناصب الحكومية السامية التي تقلدها.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*