تعتبر لطيفة رأفت أيقونة الأغنية المغربية بامتياز. إنها صاحبة “الريبيرتوار” الذي تغنى به المغاربة لأجيال، بدءا من “خيي” و”مغيارة” و”أنا فعارك يا يما” و”ياهلي يا عشراني”، وصولا إلى “الديو” الناجح مع مغني الراي الجزائري محمد لامين، “توحشتك بزاف”، والذي أبانت فيه عن مقدرتها على منافسة الأغنية الشبابية، والتفوق أيضا على نجومها، قبل أن تدخل سباقات المشاهدة على “اليوتوب” بأغان خفيفة مثل “كنا وكنتو”، لامست بها قلوب الجيل الجديد من الشباب، وانتقدها بسببها عشاقها “القدامى” الذين يحبونها في “المعتّق”.
اكتشفها الملحن والمنتج حميد العلوي الذي مد لها يد المساعدة من أجل أن تفوز أغنيتها الشهيرة “خيي” بجائزة أحسن أغنية مغربية. كان ذلك في سنة 1985، سنة واحدة بعد زواجها منه، وسنتين بعد إطلاقها أول أغانيها “موال الحب” في 1982. وكان للرجل فضل كبير في مسارها الفني قبل أن تسوء العلاقة بينهما ويتطلقا.
لم ينل الزمن ولا السنوات من الملامح الجميلة لابنة القنيطرة (أصلها من وزان). فقد ظلت، رغم سنينها ال54، مشرقة متوهجة في عز شبابها، كما حافظت على لياقتها وأناقتها التي سرت بذكرها الركبان. إنها خير سفيرة للقفطان المغربي، منذ بداياتها الفنية، والذي حرصت على ارتدائه في جميع سهراتها داخل أرض الوطن، وخارجه أيضا. الوطن الذي تشبثت دائما به ورفضت أن تغادره مثلما فعلت كثيرات، بحثا عن مزيد من الشهرة والانتشار.
تعرضت لطيفة رأفت، أو “سلطانة الطرب” مثلما يلقبها جمهورها، إلى العديد من الصدمات في حياتها، لعل أقواها وأشدها وقعا عليها وفاة شقيقها جواد، الذي كانت تحبه كثيرا وكان من أقرب المقربين إليها. وإلى اليوم، ورغم مرور سنوات على وفاته، تجهش لطيفة بالبكاء كلما غنت “خيي”، التي تتجنب أداءها في سهراتها، لولا إصرار الجمهور.
صدمتها في وفاة شقيقها في حادث سير، جعلتها تعتزل الدنيا والناس، كانت على وشك اعتزال الحياة الفنية كلها، لولا تدخل الملك محمد السادس الذي طلب منها الاستمرار، حسب ما أكدته بنفسها في حوار لها مع جريدة الشروق الجزائرية.
وقررت الاعتزال ووكان الفضل لمحمد السادس في عودتها إلى الاضوا ء
قم بكتابة اول تعليق