الحاجة حليمة… مفضلة القصر

من بين الفنانات الشعبيات المعروفات كلهن، تعتبر الحاجة حليمة، مفضلة القصر ومن بين أكثر “الشيخات” اللواتي كان الحسن الثاني يعشق صوتهن ويحرص على أن يحيين جميع حفلات زفاف بناته، وهي العادة التي حافظ عليها ابنه الملك محمد السادس، حين أحيت الحاجة، رفقة بناتها، عرس الأمير مولاي رشيد ولالة أم كلثوم.

وإذا كان عامة الشعب لا يعرفونها كثيرا، مثلما يعرفون الحاجة الحمداوية أو الراحلة الحامونية أو فاطنة بنت الحسين، فهي لديها شهرتها الكبيرة لدى علية القوم والأعيان والعائلات الثرية، خاصة داخل العاصمة الرباط، حيث تعتبر الحاجة حليمة المطلوبة رقم 1 في جميع الأعراس والحفلات والمناسبات، التي لا تقوم لها قائمة بدون حضورها.

الحاجة حليمة ليست متاحة للجميع، باستثناء المحظوظين الذين تتاح لهم فرصة حضور مناسبة “هاي كلاس”. فهي لا تحيي السهرات أو الحفلات ل”عامة الشعب”، كما أنها لا تحب الأضواء ولا تسعى إليها، ولم يسبق يوما أن ظهرت في برنامج تلفزيوني أو في قناة وطنية، إنها لا تحتاج إلى إشهار أو ترويج لاسمها لأنها تعيش عصرها الذهبي منذ عهد الحسن الثاني إلى اليوم، حيث لا تحلو متعة السهر أو السلطنة على أنغام “العيوط”، إلا في وجودها.

تتميز الحاجة حليمة، ابنة مراكش، عن غيرها من “الشيخات”، ب”ستيل” خاص لا يشبهها فيه أحد، تمزج فيه بين ما تعلمته في مدينة البهجة والرحامنة وبين الرباط وتواركة، إذ لديها القدرة على الجمع بين الحوزي مثلا والمرساوي والعيطة الحصباوية، بسلاسة تحسب لها، أو المزج بين “عيطتين” مختلفتين والتنسيق بينهما بإتقان نادر، إضافة إلى إتقانها أغاني كوكب الشرق أم كلثوم وأداء الموشحات، وإجادتها العزف على العود.

الجميع يشهد لها بالذكاء والذوق الراقي والموهبة والشخصية وحسن الخلق. وهي كلها عوامل ساهمت في بلوغها مرتبة الكبار وأدخلتها القصر من أوسع أبوابه وأصبحت الشيخة رقم 1 داخله بلا منازع.  
 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*