أثار مسلسل “أم هارون”، الذي يبث على قناة “إم بي سي 1” على مدار شهر رمضان، ضجة كبيرة في الصحف ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بسبب موضوعه وفكرته الأساسية التي تدور حولها أحداثه، والتي اعتبرها العديدون تحمل في طياتها محاولات واضحة للترويج للتطبيع مع إسرائيل.
ووجه الكثير من المثقفين والكتاب والإعلاميين اتهامات للمجموعة الإعلامية السعودية التي يبث المسلسل على شاشتها بشكل حصري، بنشر ثقافة جديدة في بلدان الخليج، تسعى إلى تصوير إسرائيل وكأنها بلد صديق، في محاولة منها للترويج لصفقة القرن، التي تناصرها السعودية والإمارات، مطالبة القناة بوقف عرض المسلسل، وهو ما لم تستجب له القناة السعودية، التي رفضت، على لسان مازن حايك، المتحدث الرسمي باسم مجموعة “إم بي سي”، في تصريحات إعلامية، كل تلك الاتهامات، مثلما رفضت وقف المسلسل.
من جهة أخرى، عبر العديد من المثقفين عن اندهاشهم من الخلط الذي يقع فيه البعض، بين الصهيونية كفكر وعقيدة، وبين اليهودية كديانة سماوية، مؤكدين أن العمل يسلط الضوء على واقع تاريخي لا مجال لإنكاره، ويتحدث عن اليهود الذين كانوا يقطنون في الخليج، قبل قيام دولة إسرائيل سنة 1948.
وتطرقت الصحف الإسرائيلية أيضا لموضوع مسلسلات التطبيع مع إسرائيل الذي أثار الجدل في العالم العربي، من بينها صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية المعروفة، التي كتبت أن مسلسل “أم هارون” ينقل رسالة سياسية مفادها أن دول الخليج تمهد الطريق للتطبيع مع إسرائيل.
ودافعت حياة الفهد، الممثلة الكويتية، وبطلة المسلسل، عن العمل، قائلة إنه لا يشير إلى أي دولة بعينها، ووصفت منتقديه بالحاسدين وأعداء النجاح.
وتتطرق فكرة العمل إلى موضوع الانسجام القائم في المجتمع الكويتي، بين المسلمين واليهود، والذي كان يصل إلى التزاوج بين أصحاب الديانتين، وكيف تحول إلى ظلم وتمييز وعنصرية تجاه اليهود، بعد قيام إسرائيل، وصل حد تهجيرهم وهربهم من ديارهم، رغم أنهم كانوا جزءا لا يتجزأ من المجتمعات العربية.
كتب قصة العمل محمد شمس وأخرجه المصري محمد جمال العدل وصور في الإمارات وأنتجته شركة كويتية وتعرضه قناة “إم بي سي 1” السعودية، وشارك فيه ممثلون كبار، على رأسهم حياة الفهد، التي تلعب دور طبيبة يهودية تعاني الكثير من المصاعب بسبب ديانتها، والممثل عبد المحسن النمر الذي يلعب دور الحاخام داوود، والممثلة فخرية خميس.
قم بكتابة اول تعليق