يستقبل المغاربة عيد الفطر هذه السنة بطعم مختلف. مثلما استقبلوا ليلة “العواشر” أو القدر، أيضا، بشكل وطعم مختلفين عما اعتادوا عليه في السنوات الماضية، حين كانت المساجد مأهولة عن آخرها بالمصلين، الذين لا يفارقونها إلا بعد بزوغ الفجر معلنا عن بداية يوم جديد، بعد ساعات من الصلاة وقيام الليل والدعاء وتلاوة القرآن.
كل شيء تغير في زمن الكورونا. وعيد الفطر الذي كان المغاربة يهللون ويستبشرون بقدومه، معدين له ما لذ وطاب من حلويات وثياب جديدة لأطفالهم و”جلالب” تقليدية مصممة خصيصًا للمناسبة، يحل عليهم هذه السنة، وهم بين جدران بيوتهم، لا يغادرونها، ولا يستقبلون فيها أحدا، لا من العائلة ولا من الأصدقاء.
بسبب الحجر الصحي، سيرتدي الأطفال ملابس العيد، التي تم شراؤها عبر الأنترنت، نظرا لأن جميع المتاجر أقفلت أبوابها، لكنهم لن يتمكنوا من الخروج بها، وسيكتفون باللعب داخل غرفهم أو في باقي أرجاء المنزل. حتى العيدية، لن يجدوا ما يفعلونه بها، علما أن الأوراق النقدية يمكنها أن تكون حاملة للفيروس، لذلك من الأفضل تجنبها.
سيحتفل المغاربة بالعيد، بعيدا عن ذويهم. سيكتفون بالاتصال بهم عبر “واتساب” ومشاهدتهم عبر تقنية “الفيديو” وتقبيلهم من بعيد وإلقاء التحية عليهم، في انتظار رفع حالة الطوارئ، التي لن تعني بالضرورة رفع التباعد الاجتماعي.
البعض الآخر، وفي ظل الأزمة الاقتصادية وتراجع مصادر الدخل وانعدامها تماما، وبسبب الفقر والعوز والحاجة، لا يجد ثمن كسرة الخبز، فبالأحرى الحلويات أو الملابس، التي أصبحت في زمن الكورونا من الكماليات.
يحتفل المغاربة بعيد الفطر وهم مسجونون داخل بيوتهم. لن يصلوا صلاة العيد جماعة في المسجد القريب، وسيكتفون بصلاة انفرادية ودعوات مستمرة ليفك العزيز القدير عنهم الكرب ويذهب البلاء، ولسان حالهم يردد مع الشاعر “عيد بأي حال عدت يا عيد”.
قم بكتابة اول تعليق