المغاربة ينتظرون رفع الحجر عن الحمام البلدي

يعشق المغاربة الحمام البلدي، الذي يعتبر جزءا لا يتجزأ من ثقافتهم، بغض النظر عن فئاتهم الاجتماعية. وبعد أن كانوا يزورونه على الأقل مرة في الأسبوع، من أجل الاسترخاء والراحة وتنظيف الجسم من الأوساخ والسموم العالقة، حرموا منه مدة شهرين كاملين بسبب انتشار كورونا، واضطرار الحمامات المغربية، سواء العصرية أو التقليدية، إلى إقفال أبوابها، بسبب حالة الطوارئ الصحية في البلاد. 

وإذا كان أصحاب الحمامات ينتظرون إشارة من الحكومة المغربية من أجل استئناف أنشطتهم، بعد أن تخفف الحجر الصحي على العديد من القطاعات، فإن المواطنين المغاربة ينتظرون مثلهم، على أحر من الجمر، تلك اللحظة الساحرة، حين تنصهر أجسادهم مع حرارة المكان، ويتدثرون بالصابون البلدي، قبل أن تبدأ عملية الفرك التي تعتبر من الطقوس المقدسة في الحمام المغربي، إضافة إلى طقس الغسول والحنة، بالنسبة للنساء. 

ولأن الحمام البلدي لا يضاهيه أي حمام آخر، خاصة حمام المنزل، ولأن حرارته استثنائية وطقوسه أيضا، لم تصبر النساء في أحد أحياء مدينة مراكش، فخرقن حالة الطوارئ وغامرن بصحتهن في سبيله، وهو ما تسبب في انتشار فيروس كورونا بين بعض زائراته قبل أن تعمل السلطات بعد ذلك إلى إقفاله من جديد ومعاقبة صاحبه وفق القانون. 

واليوم، ينتظر الجميع إعادة فتح الحمامات الشعبية التي تعاني “السكتة القلبية” بسبب هذا الوباء، خاصة أن العديد منها يعاني أزمات مالية واقتصادية ستؤدي لا محالة إلى إفلاسها في حين طالت مدة الحجر الصحي بالنسبة إلى هاته الفضاءات التي يعتبرها المختصون والأطباء “لا صحية”، في حين يعشقها المغاربة ولا يستطيعون عنها سبيلا. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*