إيلي سيمون… الشامل متعدد المواهب

ولد إيلي سيمون، الفنان الكوميدي والمغني والوجه الإعلامي الشهير في فرنسا، سنة 1963 بأحد أحياء الضواحي بالعاصمة باريس، لكن أصوله تعود إلى المغرب، فهو ينتمي إلى عائلة يهودية سفاردية تنحدر أصولها من مدينة تازة، حيث رأى والده بول سمحون النور وعاش سنوات عديدة قبل الهجرة إلى فرنسا، في حين تعود أصول والدته دنيز مالكا، إلى مدينة تلمسان الجزائرية.

بدأ إيلي سيمون حياته المهنية في الإعلانات والأفلام القصيرة وكتابة الشعر والمسرحيات، وتعرف الجمهور عليه، سنة 1988، من خلال قناة “تي إف 1” الفرنسية، التي كانت تعرض أحد المسلسلات التي كان يشارك فيها، وعرف جماهيرية كبيرة، قبل أن تنطلق شهرته في مجال الكوميديا والفكاهة بداية التسعينات، بعد أن شارك الفنان ديودوني، الذي كان صديقه منذ فترة المراهقة، العديد من العروض الساخرة، وكتب إلى جانبه العديد من “السكيتشات” الهزلية التي كانت تتطرق إلى مواضيع الدين والعنصرية واللون، مما جعلهما الثنائي الأكثر شعبية في فرنسا، قبل أن تؤدي الخلافات المالية والفنية إلى انفصالهما، بعد سنوات من النجاحات المتتالية، خاصة بعد الاتهامات التي وجهت إلى ديودوني بمعاداة السامية وسب اليهود، والعديد من مواقفه السياسية التي لم تكن على هوى سيمون.

تحول إيلي نحو الغناء أيضا، وأصدر في 2003، ألبوما بعنوان “شانسون” (أغاني)، لكنه ظل يقدم عروضه الكوميدية على كبريات المسارح والشاشات التلفزيونية، بشكل “سولو”، إلى جانب مشاركته في العديد من الأفلام السينمائية. اهتم أيضا بالإذاعة وكانت لديه العديد من التجارب الناجحة، قبل أن يوجه بوصلته نحو الأفلام الوثائقية، حين أخرج فيلما عن والده، يحكي من خلاله تجربته المريرة مع مرض “الزهايمر” الذي أصيب به في أواخر حياته.

إيلي سيمون، الذي يلقبه العديدون ب”عبقري الكوميديا”، عاشق للمغرب، وسبق أن قدم فيه عروضا. وهو العشق الذي رباه عليه والده الراحل، الذي كان إيلي يلقبه ب”المغربي”، لشدة تعلقه بالوطن وحرصه على زيارته في جميع المناسبات، إلى جانب حرصه أيضا على الحديث بالدارجة المغربية، كلما التقى مغربيا، ليحكي له ذكرياته الأثيرة في مدينته تازة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*