الداخلة… المدينة التي يلتقي فيها البحر بالكثبان الرملية

تعتبر مدينة الداخلة، من أجمل المدن المغربية ومن أفضل الوجهات السياحية في المملكة، رغم أن العديد من المغاربة لم تسبق لهم زيارتها واكتشافها، غالبا بسبب بعد المسافة بينها وبين المركز، مقارنة بمدن أخرى مثل مراكش أو طنجة، فهي تقع بالأقاليم الجنوبية، وتبعد عن العاصمة الرباط بحوالي 1700 كيلومتر. 

اشتهرت المدينة، الملقبة ب”لؤلؤة الجنوب”، والممتدة داخل البحر مثل شبه جزيرة عائمة في المحيط، بثروتها السمكية المتنوعة، وبتراثها الحساني الباذخ، وبمناخها المعتدل وطقسها المشمس طيلة السنة، وبطبيعتها المتفردة ورمالها الذهبية وشواطئها الجميلة، وعلى رأسها “أم البوير”، لذلك فهي تستقطب عشاق الرياضات البحرية من كل أنحاء العالم، خاصة “الكيت سورف”، كما يقصدها آلاف السياح الراغبين في الهدوء والاستجمام، لأنها مدينة هادئة لا صخب فيها ولا ملاهي ليلية ولا مراقص. 

كانت المدينة، التي تأسست في 1884، مستعمرة إسبانية، تحمل اسم “فيلا سيسنيروس”، إلى غاية سنة 1975، حين استرجعها المغرب بعد المسيرة الخضراء التي نظمها الملك الراحل المغفور له الحسن الثاني. ومنذ ذلك التاريخ، وهي تعرف العديد من التغيرات والتطورات العمرانية والتنموية، إلى أن أصبحت اليوم ذات صيت عالمي، تفتح فيها القنصليات الأجنبية وتنظم فوق أرضها المؤتمرات الدولية الكبرى، ويزورها كبار الشخصيات والمشاهير، آخرها كانت إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي زارتها رفقة زوجها جاريد كوشنير، الذي شغل منصب مستشار لوالدها، وكان واحدا من مهندسي اتفاقات أبراهام للسلام بين إسرائيل ومجموعة من البلدان العربية والإسلامية، من بينها المغرب.  

عرفت المدينة أيضا بمحمياتها البيولوجية التي تحتضن العديد من الحيوانات المهددة بالانقراض مثل الفقمة وغزال “دوركاس” وبعض أنواع السلاحف والطيور المهاجرة، إضافة إلى مواقعها الأثرية مثل الكنيسة الكاثوليكية والمنار البحري القديم والبوابة الرئيسية للمدينة الإدارية القديمة. 

مدينة الداخلة من المدن الفريدة والقليلة في العالم التي تلتقي فيها مياه البحر مع الكثبان الرملية. إنها بمثابة جنة فوق الأرض، يشعر فيها الزائر وكأنه في عزلة تامة عن العالم، بعيدا عن الصخب والضجيج و”الستريس”، قريبا من الطبيعة والكون والإله. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*