قيس سعيد… “روبوكوب” الذي يحكم تونس

أثار قيس سعيد الجدل منذ أول يوم أعلن فيه الترشح إلى الانتخابات الرئاسية في تونس، سنة 2019، هو القادم من سلك التعليم، حيث عمل سنوات أستاذا جامعيا يدرس القانون الدستوري.

لم تكن لديه أية شعبية تذكر حين ترشح للرئاسة ضد نبيل قروي، الاسم المعروف في عالم الإعلام والإعلانات، لكن شعبويته ووعوده للناخبين بمحاربة الفساد والقضاء عليه، والدعم الذي قدمه له حزب “النهضة”، إلى جانب اليساريين أيضا، جعل الكفة ترجح لصالحه، في معادلة غير مفهومة بتاتا.

ولد قيس سعيد في العاصمة تونس سنة 1958 لعائلة متواضعة من الطبقة الوسطى تعود أصولها إلى منطقة الرأس الطيب. درس في المدرسة الصادقية قبل أن يتخصص في القانون الدستوري في الجامعة ويصبح أمين عام الجمعية التونسية للقانون الدستوري ثم يدرس نفس التخصص في جامعات سوسة وقرطاج.

منذ وصوله إلى منصب رئيس الجمهورية في تونس الخضراء، وهو يثير الجدل بمواقفه وتصريحاته. فقد أكد أنه من المتفقين مع عقوبة الإعدام وسبق أن قال إن المثلية الجنسية تشجعها بلدان أجنبية وتحفظ على المساواة في الإرث بين المرأة والرجل، وهو ما جر عليه انتقادات العديد من الفاعلين الحقوقيين داخل وخارج تونس.

يعتبر سعيد من كبار المعارضين للتطبيع مع إسرائيل ودعا إلى محاكمة الزعماء المسلمين الذين يمدون يدهم للسلام معها بتهمة الخيانة، رغم أنه يحرص في العديد من تصريحاته على أن يؤكد أن لا مشكلة لديه مع اليهود، مضيفا أن والده نفسه سبق أن حمى الناشطة اليهودية التونسية جيزيل حليمي من النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.

بسبب شخصيته الصارمة وطريقته في الحديث التي تتسم بالآلية والرتابة، أطلق عليه التونسيون لقب “روبوكوب”. وهو اللقب الذي أصبح يليق به أكثر بعد أن قام بانقلاب شامل على جميع المؤسسات الدستورية في البلد، وأقال الحكومة وأعلن حالة الاستثناء، مفضلا السيطرة على جميع التخصصات، ومواجهة المعارضين لقراراته اللا ديمقراطية، بالقمع والحبس والنفي، وهو ما جعل العديد من المتتبعين يصفونه بالديكتاتور الجديد الذي يريد أن يعيد تونس إلى عهد بنعلي.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*