دافيد سيريرو… مغني الأوبرا العالمي المتشبث بأصله المغربي اليهودي

ولد مغني الأوبرا العالمي دافيد سيريرو في 22 أبريل سنة 1981 في باريس، لوالدين يهوديين مغربيين تعود أصولهما إلى مدينة فاس. كبر وترعرع في منطقة شيل، وعاش سنوات في فرنسا قبل أن يستقر به المقام بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث انطلاق مسيرته الفنية، ليلتحق بعد ذلك بروسيا حيث أمضى ثلاث سنوات تمكن خلالها من تحقيق الشهرة والانتشار في العديد من بلدان العالم. 

فنان متعدد المواهب، بدأ مساره الفني قبل حوالي 25 سنة، وعرف بأداءه للعديد من “الأوبريتات” الشهيرة في مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى المسرحيات الموسيقية الأمريكية، مثل “كارمن” و “تاجر البندقية” أو “عطيل”، دون الحديث عن تعاطيه التمثيل والإخراج والإنتاج، إضافة إلى العزف.  

قدم دافيد حوالي 3000 حفلا موسيقيا أبهر خلالها الجمهور العالمي بأداءه المتميز وإيقاعاته وألحانه وأغانيه التي يقدمها بالعديد من اللغات من بينها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية والعبرية، دون الحديث عن الأغاني الشعبية باللهجة الدارجة المغربية، التي لم يتمكن أبدا من نسيانها رغم مغادرته المغرب مدة سنوات طويلة، مثلما لم ينس تراث وثقافة بلده وبلد أجداده، الذي عبّر غير ما مرة عن حبه له وارتباطه به، من خلال أداء النشيد الوطني المغربي في نهاية حفلاته، أو من خلال توظيف آلات موسيقية مثل الدربوكة مع اوركسترا شرقية، أو عن طريق توظيف القفطان المغربي في عروضه. فهو يؤمن أن الفنان لا يمكن أن يصل بفنه إلى العالمية، إذا تخلى عن هويته وإرثه الثقافي وأصوله وماضيه.

يحرص سيريرو على توثيق الموسيقى المغربية، إذ عمل على كتابة وتوثيق المعزوفات والألحان الشعبية المغربية التي تتوارثها الأجيال عادة عبر السماع والترديد، ليتمكن الموسيقيون الشباب من التعرف عليها وأدائها. وهو يستعد لتنظيم مهرجان “أوبرا” بالمغرب يشارك فيه فنانون مغاربة من مختلف بلدان العالم.

حصل سيريرو، الذي عرف بأعمال الخير والإنسانية، على العديد من الجوائز والاستحقاقات، من بينها جائزة التنوع من منظمة “يونسكو” وجائزة “برودواي وورلد” كأحسن ممثل في العشرية وأحسن منتج كوميديا موسيقية وجوائز أخرى.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*