عبد الواحد الراضي… القيادي الاتحادي الذي كان مقربا من القصر

ولد عبد الواحد الراضي بمدينة سلا سنة 1935، وفيها تلقى تعليمه الابتدائي قبل أن ينتقل إلى الرباط، عاصمة المملكة المغربية، حيث نال شهادة الباكالوريا، ليسافر إلى فرنسا لإكمال دراساته العليا بجامعة السوربون بباريس، ثم يعود إلى أرض الوطن، حيث عمل أستاذا لعلم النفس الاجتماعي بجامعة محمد الخامس بالرباط كما ترأس شعبة الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية.

هو واحد من أهم السياسيين بالمغرب وواحد من مؤسسي حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والاتحاد الوطني لطلبة المغرب. كما ساهم في تأسيس العديد من الجمعيات والمنظمات والحركات النقابية في الخمسينات من القرن الماضي، بعد أن تشبع، منذ شبابه المبكر، بالفكر الاشتراكي واليساري، الذي غادر من أجله حزب الاستقلال المحافظ الذي انخرط فيه في بدايات دخوله النشاط والعمل السياسي.

انتخب الراضي نائبا برلمانيا في العديد من الولايات التشريعية في السبعينات والثمانينات والتسعينات والألفين، لذلك لقب بشيخ البرلمانيين، لأنه لم يغادر مجلس النواب منذ دخله اول مرة سنة 1963. كما حمل العديد من الحقائب الوزارية، كان أهمها حقيبة العدل، كما ترأس البرلمان المغربي.

رغم أن حزبه كان من المعارضين لنظام الحسن الثاني، إلا أن الراضي كان يحظى بثقة الملك الراحل، الذي عينه وزيرا للتعاون سنة 1983، بفضل قدرته على إدارة المواقف الصعبة وإيجاد الحلول المرضية لجميع الأطراف، لذلك كانوا يقولون عنه إنه رجل القصر في الاتحاد، ورجل الاتحاد في القصر، لأنه كان الوسيط بين الملك وبين أكبر حزب معارض في البلد، علما أنه كان منخرطا في الحركة الوطنية، في عهد الاستعمار، وهي الحركة التي كانت على صلة وثيقة بالملك الحسن وناضلت إلى جانب العائلة الملكية من أجل الحصول على الاستقلال.

كان الراضي، الذي رحل عن دنيانا قبل أيام عن سن يناهز 88 سنة، شاهدا على العديد من الأحداث السياسية الهامة التي عرفها المغرب، بحكم منصبه القيادي داخل الحزب وعلاقاته مع العديد من رموز الدولة والشخصيات التي كتبت التاريخ المعاصر للمملكة، وعلى رأسها المهدي بن بركة، الذي شارك معه في الإشراف على بناء طريق الوحدة في بداية الاستقلال.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*