عثمان مولين استثناء مغربي في فن الأغنية الشعبية و”العيوط” (فن تراثي شعبي مغربي تؤديه الشيخات). إنه “ابن الأكابر”، الذي فضل حمل “البندير” على الاستقرار في وظيفة “محترمة” تخولها له سنوات دراسته مجال التدبير في واحد من أشهر المعاهد بالمغرب.
تتلمذ مولين وتشرب فن “العيطة” من “شيخته” الحاجة حليمة، الفنانة المفضلة لدى أفراد العائلة الملكية منذ عهد الحسن الثاني، والتي كان يلازمها في بيتها وفي بعض سهراتها وأعراسها، وإليها يرجع الفضل في ما وصل إليه اليوم من شهرة ونجاح، حققهما بفضل دعمها وتشجيعها له، وبفضل موهبته وذكاءه وقدرته على أن يكون مختلفا في زمن يتشابه فيه جميع الفنانين.
اقتصر مولين، الذي يعرفه المغاربة ب”مول البندير”، في بداياته، على الغناء والرقص في حفلات أصدقائه من أبناء العاصمة الرباط، وفي بعض المناسبات العائلية، قبل أن يقرر الخروج إلى عالم الاحتراف بتشجيع من معارفه. لم يخلع لباسه العصري، ولم يرتد الجلابة التقليدية أو القفطان، وفضل أن يخرج إلى الجمهور بسرواله “الجينز” وحذائه الرياضي، لكنه عرف جيدا كيف “يحرك سواكنه” و”ينوضها” في الحفلات والأعراس حتى صار معبوده.
بدأت شهرته من مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تنتقل إلى الصحافة والإعلام ثم إلى شاشة التلفزيون. أثارت خرجات ملين الكثير من المداد وخلقت “البوز” والضجيج من حولها، خاصة حول ميوله الجنسية وحول “الكاشي” الذي يتقاضاه في أعراسه وحفلاته. لم يحتضنه الفنانون الذين اعتبروه دخيلا على الفن الشعبي و”العيطة” بالذات، التي لا يدخل محرابها سوى المتقنين لها. هو نفسه اعترف بذلك، في تصريحات عديدة، وقال إنه لا يملك صوتا قويا أو جبارا، ولم يأت ليخلد التاريخ اسمه في عالم الفن الشعبي، أو لينافس أحدا، لكنه يقدم “ستيلا” جديدا، خاصا به، ليمتع به نفسه والناس الذين حوله، لا أقل ولا أكثر.
قم بكتابة اول تعليق