هو ابن الضاحية الباريسية، وبالضبط من منطقة إيفلين، حيث تربى في كنف أسرة بسيطة هاجرت إلى فرنسا من تازة، وحيث عاش، مثل أقرانه من أبناء المهاجرين المنبوذين والفقراء، حياة صاخبة ملؤها المغامرات والشغب و”الحيحة” التي دفع ثمنها غاليا، حين تسببت له في إصابة خطيرة أدت إلى قطع ذراعه حين أصيب بحادث وهو يعبر سكة قطار.
لم يكن جمال الدبوز يحب المدرسة كثيرا. وغالبا ما كان يهجر دروسها الجدية والمملة بالنسبة إليه. أكثر كان ما يحب فيها دروس الفن والمسرح، التي كان يشارك فيها بحب وشغف، واستطاع أن يبين فيها عن موهبة حقيقية وكفاءة عالية في الأداء، جعلت أحد مدرسيه يشبهه بالممثل الكوميدي العالمي شارلي شابلن.
وجد الدبوز ضالته في الكوميديا والتمثيل. ولم يمنعه عجزه أو عاهته، التي غيرت حياته تماما، من رفع جميع التحديات من أجل بلوغ هدفه الأسمى، الوصول إلى قلب الجمهور الفرنسي، الذي بوأه غير ما مرة، مرتبة الصدارة في استفتاءات الرأي لأكثر الكوميديين شعبية، وهي المرتبة التي فتحت له أبواب الشهرة على مصراعيها ومعها أبواب الإليزي نفسه. كما أوصلته قلب ميليسا ثوريو، نجمة الصحافة الفرنسية التي تزوجها رغم أنف العنصريين.
ظل حب المغرب راسخا في قلب الدبوز، رغم أنه لم ير النور فيه. واستطاع أن يكون خير سفير لبلده في فرنسا وفي غيرها من البلدان عبر العالم، إلى درجة أنه استطاع أن يكسب صداقة الملك محمد السادس، بفضل مبادراته الخيرية الكثيرة، وهي الصداقة التي فتحت له جميع الأبواب من أجل تنظيم مهرجان الضحك بمراكش، الذي يعتبر بمثابة تظاهرة كبرى لتسويق اسم المغرب والترويج له سياحيا واقتصاديا وثقافيا.
برز اسم الدبوز في العديد من الأعمال الكوميدية والمسلسلات وعروض “الوان مان شو”، لكنه سيتألق أكثر في السينما من خلال مجموعة من الأدوار أبان فيها عن أداء تمثيلي عال، لعل أشهرها دوره في فيلم “أستريكس وأوبيليكس” للمخرج ألان شابات، اليهودي الجزائري الفرنسي، وهو الفيلم الذي حطم الأرقام القياسية في القاعات السينمائية الفرنسية، أو دوره في الفيلم “التاريخي” الرائع “أنيديجين” مع سامي نصري ورشدي زم وسامي بوعجيلة، والذي حصل الممثلون فيه على جائزة أحسن دور رجالي في مهرجان كان العالمي، وهو الفيلم الذي تطرق إلى دور الجنود المتحدرين من شمال إفريقيا في الحرب الفرنسية ضد النازية.
قم بكتابة اول تعليق