عرف عن روبير الصراف أنه رجل المواقف والقضايا الكبرى، الذي لم يكن يتردد لحظة في تخصيص جزء كبير من أمواله من أجل قضية آمن بها، والتزم بها، ومنحها قلبه واهتمامه.
ارتدى الصراف، منذ ولادته في 1936 بالعاصمة الرباط، معاطف متعددة، بين القانون والتجارة والاقتصاد والصحافة. عمل سنوات طويلة موظفا في وزارة الداخلية، واشتغل إلى جانب مستشار الحسن الثاني أحمد رضا اكديرة، قبل أن يعين مديرا عاما بمجموعة “أونا” العملاقة.
حلم دائما بمشروع إعلامي في مستوى تطلعاته، لكنه لم يتمكن من تحقيقه في المغرب، بعد أن أجهض أول مولود صحافي له لعدم وجود إرادة سياسية آنذاك داعمة لمثل هذه المشاريع. كان ذلك في 1982 وكان الأمر يتعلق بجريدة أسبوعية تم إقرارها مباشرة بعد العدد 0.
لن يتخلى رجل الأعمال الشهير عن عشقه الكبير للصحافة، وسيؤسس في 1994 أسبوعية “ماروك إيبدو أنترناسيونال”، وهو المشروع الذي باء بالفشل بعد سنة على ولادته، خاصة بعد تعرض الصراف لمشاكل صحية جعلته يصرف النظر، ولو إلى حين، عن حلمه الصحافي في المملكة.
سيدخل روبير الصراف شريكا بنسبة من الأسهم في راديو “شالوم” الذي كان يبث من فرنسا، قبل أن يشتري أسهما في مجلة “ماريان” الفرنسية التي شغل منصب نائب رئيس تحريرها إلى أن غادرها في 2005.
أقام سنوات بين باريس ومراكش قبل أن يستقر نهائيا في إسرائيل ويدفن فيها في 5 مارس 2018.
كان واحدا من مؤسسي الاتحاد العالمي لليهودية المغربية في 1999، كما شغل منصب رئيس الاتحاد اليهودي المغربي في جميع أنحاء العالم، وكانت له كتابات كثيرة حول تاريخ اليهود في المغرب وحول السياسة المعاصرة لإسرائيل، أشهرها “اليهود المغاربة حول العالم، الهجرة والهوية المكتشفة” و”محمد الخامس واليهود المغاربة” و”قصة يهودية مغربية”، إضافة إلى كتب “آرييل شارون وآخرون” و”الدراما الإسرائيلية: من السلام إلى الحرب” و”أزمة الرجال”.
قم بكتابة اول تعليق