حياة الإدريسي… أم كلثوم المغرب

عرفت حياة الإدريسي، التي رأت النور في شتنبر 1963، بأداءها الجميل لأغاني كوكب الشرق أم كلثوم، إلى درجة أن العديد من النقاد والمتتبعين أطلقوا عليها لقب “أم كلثوم المغرب”، في حين يفضل آخرون أن ينعتوها ب”الحنجرة الذهبية”.

صاحبة صوت قوي، يمكنها من أداء الأغاني الطربية بكل اقتدار، خاصة أغاني “الست” التي أبدعت في إعادة أداءها بطريقتها وإحساسها الخاصين، لتكسب إعجاب الجمهور من داخل وخارج أرض الوطن، لذلك لم يكن غريبا عليها أن تحصل على وسام ملكي من درجة ضابط سنة 2008، تكريما لها على مسارها الفني الحافل والمحترم.

وقفت حياة الإدريسي، الزوجة والأم لثلاثة أبناء، أول مرة على المسرح وعمرها لا يتجاوز عشرين سنة، حين شاركت في سهرة غنائية بمدينة مكناس، رفقة الفنان الكبير الراحل محمد الحياني، وأبهرت الجمهور بأدائها الرائع لأغنية “للصبر حدود”، لتتوالى مشاركاتها بعد ذلك في العديد من الحفلات والمهرجانات الوطنية والعربية والدولية، وتطلق أولى أغانيها الخاصة، التي لحنها لها الحبيب الإدريسي.

كانت حياة الإدريسي، التي درست بالمعهد الموسيقي للدار البيضاء، من أوائل الفنانات المغربيات اللواتي انفتحن على هوليوود الشرق، قبل أن يعيدها حب الوطن والحنين إليه إلى حضنه، حيث أقامت في مصر مدة طويلة وغنت أمام جمهورها وانضمت لدار الأوبرا المصرية التي وقفت على مسرحها مدة خمس سنوات، بل وتعاقدت مع شركة “صوت الفن” الشهيرة، التي أسسها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ولحن لها كبار الملحنين المصريين أمثال حلمي بكر وفاروق الشرنوبي ومحمد ضياء…

في جعبتها اليوم، العديد من الأغاني والألبومات، من بينها “اختصار” و”أنا حبيتو” و”إنت السبب” و”كازابلانكا” و”يا سيدي قولها” و”الخوف” و”خربوشة” و”شارع قديم” و”دابا تجي” و”الوصية”.

تعاطف المغاربة بشكل كبير معها بعد إصابتها قبل سنوات بمرض في الغدد اللمفاوية، اعتقد الجميع أنه سرطان قاتل، لكن حياة قاومته بشجاعة منقطعة النظير وتغلبت عليه بفضل الله وبفضل صبرها وعزيمتها وبفضل جلالة الملك محمد السادس، الذي تكفل بجميع مصاريف علاجها إلى حين تماثلت للشفاء. وهي تعيش اليوم متنقلة بين المغرب ودبي.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*