انتخب المغربي محمد موساوي، نهاية الأسبوع الماضي، رئيسا للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الذي تأسس في 2003 بمبادرة من الرئيس الفرنسي السباق نيكولا ساركوزي، ويعتبر المحاور الرئيسي والرسمي لمسلمي فرنسا، البالغ عددهم نحو 5 ملايين، مع السلطات الفرنسية.
وكان موساوي، البالغ من العمر 55 سنة، والذي سبق أن كان رئيسا للمجلس في 2008 و2013، مرشحا وحيدا في هذه الانتخابات، بعد انسحاب المرشح الجزائري شمس الدين حافظ، الذي انتخب، على بعد يوم من الانتخابات، مشرفا على المسجد الكبير في باريس، إثر استقالة المشرف السابق الجزائري دليل أبو بكر.
ويشغل موساوي، الذي تم انتخابه لعامين بحصوله على 60 صوتا من أعضاء مجلس الإدارة البالغ عددهم 87 شخصا، رئاسة اتحاد المساجد الفرنسية، الذي يعتبر واحدا من أهم مكونات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الذي تتنافس الجزائر والمغرب على رئاسته منذ إنشائه، مما اعتبره المتتبعون عائقا أمام قيام المجلس بواجبه الفعلي في نشر الإسلام السمح ومحاربة الإرهاب والتطرف الإسلامي وإصلاح الحقل الديني بفرنسا.
ويعتبر
موساوي، الحاصل على دكتوراه في علوم
الرياضيات، والمتحدر من فكيك من المنطقة
الشرقية، من بين الداعين في المجلس إلى
الإصلاح من الداخل، وهي
المهمة الصعبة، التي تتطلب نفسا طويلا
من الأستاذ المحاضر في جامعة “أفينيون”،
خاصة أن المجلس يعرف العديد من المشاكل
المتعلقة بالتمثيلية والتمويل وطريقة
الانتخاب…
وتابع
موساوي دراسته في وجدة، والتحق بجامعة
محمد الأول، حيث حصل في عام 1984
على
دبلوم الدراسات الجامعية العامة في
الرياضيات والفيزياء، قبل أن يحصل بعد
ذلك على الإجازة في الرياضيات من الرباط
وتخرج الأول في دفعته في 1986،
لينتقل إلى مونبوليي ويحصل على الدكتوراه
في علوم الرياضيات في 1990.
بالموازاة مع مساره العلمي، تلقى موساوي تكوينا دينيا على يد بعض العلماء المغاربة، أهله ليكون خطيب جمعة في العديد من مساجد فرنسا.
وكاد الخلاف بين ممثلي الجاليتين المغربية والجزائرية، أن يعصف بانتخابات المجلس، بعد أن هدد ممثلو المسجد الكبير بباريس، المقرب من الجزائر، بالانسحاب من المجلس إذا لم يتم تعيين المرشح الجزائري شمس الدين حافظ، رئيسا للمجلس، وهو ما رفضه التيار المقرب من المغرب، الذي يعتبر المرشح الجزائري، مناصرا لجبهة “بوليساريو” المعادية للوحدة الترابية للمملكة.
قم بكتابة اول تعليق