يهودا لانكري… الدبلوماسي المحنك

ولد يهودا لانكري في مدينة بجعد المغربية في 25 شتنبر 1947، لعائلة يهودية مغربية بسيطة. فوالده عمران كان يشتغل في الصناعة التقليدية، ويعرف في الحي الذي عاشوا فيه، ب”القراشلي” (الذي يفك الصوف بآلة تعرف في المغرب بالقرشال، من أجل جعله صالحا لنسج الزرابي وغيرها)، في حين كانت والدته رحمة تشتغل في مجال الخياطة، وكانت شقيقته رفقة مولدة معروفة في المنطقة. 

انتقلت عائلة لانكري إلى الدار البيضاء، حيث درس يهودا في مدارس التحالف بالعاصمة الاقتصادية “لاليانس”، قبل أن تهاجر إلى إسرائيل سنة 1965، حيث سيتابع يهودا دراسته في جامعة حيفا التي حصل منها على الدكتوراه في الأدب الفرنسي، قبل أن يلتحق بصفوف جيش الدفاع الإسرائيلي، مثله مثل باقي الشبان الإسرائيليين في سنه. 

تربى يهودا على الولاء لجذوره المغربية ولوطنه الأول الذي لم ينسه يوما، وظل يكرر زياراته إليه كلما سنحت له الفرصة، مثلما ظل محافظًا على صداقاته في المغرب، من أيام الطفولة والشباب. 

التحق يهودا بحزب الليكود وترقى في دواليبه إلى أن أصبح سياسيًا يقام له ويقعد. شغل منصب مدير للقناة الثانية الإسرائيلية، بكل ما يحمله المنصب الإعلامي من سلطة ونفوذ هامين، كما أبان عن حنكة دبلوماسية عالية أهلته لأن يعين سفيرا لإسرائيل في فرنسا سنة 1992، وهو المنصب الذي شغله إلى سنة 1995، قبل أن يتم انتخابه نائبا لرئيس الكنيست الإسرائيلي سنة 1996 ورئيس لجنة الأخلاقيات، ليعين سنة 1999 سفيرا لدى الأمم المتحدة حتى عام 2002. 

قاد يهودا لانكري بعثة إسرائيل في الأمم المتحدة خلال محادثات كامب ديفيد ثم محادثات الانتفاضة الثانية، كما لعب الكثير من الأدوار الهامة وقدم خدمات ثمينة للمغرب في قضية الصحراء، حين كان مندوبا دائما لإسرائيل لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة، مما جعل جلالة الملك محمد السادس يوشحه ذات احتفالات بعيد العرش المجيد، بوسام العرش من درجة ضابط. 

هو عضو في الاتحاد العالمي ليهود المغرب، وله عدة مؤلفات في السياسة وحول حياته الخاصة، خصوصا بعد أن فقد ابنيه ران وناداف وهما في عز الشباب، بسبب مرض وراثي، وهي المأساة التي تحدث عنها في كتابه الصادر باللغة الفرنسية “le messager meurtri “.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*