أثار استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد، لوفد أمريكي قادم من إسرائيل، جدلا كبيرا بعد أن وجه العديد من السياسيين والشخصيات الحزبية انتقادات لاذعة للسلطات التونسية التي سمحت لطائرة قادمة من مطار دافيد بن غوريون من تل أبيب، بأن تحط في مطار قرطاج، بعد أن قام الوفد الذي تحمله بزيارة إلى إسرائيل حيث التقوا رئيس الوزراء نافتالي بينيت.
ونشر العديد من رؤساء الأحزاب، على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، صورا لمسار الطائرة القادمة من إسرائيل، معززة بتعاليق تعتبر ما وقع تطبيعا وخيانة للقضية الفلسطينية، علما أن تونس تتبنى رسميا موقفا يرفض التطبيع مع الدولة العبرية.
وذكر النشطاء الفيسبوكيون، بالهجوم الذي قامت به إسرائيل في 1985 ضد قيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت ضيفة على تونس، وقيامها باغتيال القائد أبو جهاد خليل الوزير في ضاحية سيدي بوسعيد، معتبرين أن السماح للطائرة القادمة من إسرائيل بالنزول في تونس خيانة لدم الشهداء.
وزار الوفد الأمريكي تونس من أجل لقاء الرئيس سعيد ودعوته إلى العودة سريعا إلى المسار الديمقراطي وإنهاء حالة الاستثناء في تونس.
وتحدث العديد من التونسيين عن دور إسرائيلي خليجي مشترك (تقوده الإمارات والسعودية) للإطاحة بالمؤسسات الدستورية في البلد، ووضع حد لحزب النهضة الإسلامي، وهي المعلومات التي سبق لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن كشف عنها.
ويتخوف العديد من المحسوبين على التيارات المحافظة في تونس، من إمكانية التطبيع بين تونس وإسرائيل، خاصة أن الرئيس سعيد سبق أن أعفى سفير تونس لدى الأمم المتحدة من منصبه بعد اعتزامه تقديم مشروع قرار يرفض “صفقة القرن”، كما رفض إدانة اتفاقات التطبيع الخليجية مع إسرائيل واعتبر أنها “شأن داخلي”.
وسبق لموقع “نواة” التونسي أن نشر تحقيقا مطولا كشف من خلاله عن تطبيع اقتصادي تونسي مع إسرائيل، مشيرا إلى أن المبادلات بلغت ذروتها في سنة انتشار وباء كورونا.
قم بكتابة اول تعليق