إنريكو ماسياس… اليهودي الجزائري الداعم لإسرائيل

اسمه الحقيقي غاستون غريناسيا، لكن الجمهور عبر العالم يعرفه باسم إنريكو ماسياس. يهودي جزائري من أصل “قبايلي”. ولد في 1938 بقسنطينة، التي أهداها أغنية بالفرنسية “كونستانتين”، قبل أن يهاجرها رفقة عائلته نحو فرنسا في بداية الستينات من القرن الماضي. ورغم أنه من الفنانين الناشطين في مجال حقوق الإنسان، إلا أن مواقفه مثيرة للجدل، بسبب دفاعه عن إسرائيل، لذلك غالبا ما تتم معارضة حفلاته التي يقيمها في بلدان العالم العربي من طرف المنظمات والجمعيات المناصرة للقضية الفلسطينية، لكنها تستقطب جمهورا عربيا كبيرا يعشق فن وأغاني ماسياس. 

نشأ إنريكو وتربى في جو فني بامتياز. فقد كان والده عازف كمان في جوق الشيخ ريمون، المعروف في الجزائر بأداء “المالوف”، وهو ما فتح له الباب واسعا لدخول المجال، وسنه لم يكن يتجاوز 15 سنة، حين انضم إلى جوق الحاج محمد الطاهر الفركاني، وقبلها كان يعزف “الغيتار” مع مجموعة موسيقية غجرية، أطلقت عليه اسم “إنريكو الصغير”، كما انضم أيضا إلى جوق الشيخ ريمون وتزوج ابنته سوزي.

تأثر بالموسيقى الأندلسية وب”ستيل” ليلي بونيش، الشاعر الغنائي الشهير وأحد رموز موسيقى “الفرانكو أراب” بالجزائر.

رغم أنه فرنسي الجنسية باريسي الهوى، ظلت الجزائر وقسنطينة ترافق ماسياس في جميع تنقلاته وأسفاره. يتغنى بها في أعماله الفنية أينما حل وارتحل، لأنها ساكنة في القلب والوجدان، رغم أنه ممنوع من دخولها بسبب دعمه لإسرائيل، حتى أنه كتب عنها كتابا كاملا تحت عنوان “جزائري” (mon algérie). وكانت أغنيته عن بلاده “غادرت موطني” (j’ai quitté mon pays)، جواز شهرته في فرنسا، حيث اشتغل في العديد من “الكباريهات” قبل أن يمر في التلفزيون الفرنسي، ثم يحظى بفرصة تسجيل أول ألبوماته الناجحة “Enfants de tout pays”. كان ذلك سنة 1963.  

توارى إنريكو ماسياس عن الساحة الفنية في السنوات الأخيرة، بعد أن عانى الكثير من المشاكل، إذ تعرض لأزمة مالية أوصلته إلى الإفلاس، وفقد زوجته وحبيبة قلبه بسبب مرض مستعص في القلب، قبل أن يتعرض لكسر ثم يصاب أخيرا ب”كوفيد 19″.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*