داوود حسني… اليهودي الذي غنى من ألحانه عمالقة الطرب العربي

ولد الموسيقار الكبير داوود حسني سنة 1870 بمدينة القاهرة، من عائلة مصرية من أصول يهودية، تنتمي إلى طائفة تعرف ب”القرائين”، وهي الطائفة التي لا تعترف بإقامة وطني قومي لليهود في فلسطين.

اسمه الحقيقي دافيد حاييم ليفي. عشق الفن في سن صغيرة وانضم في مرحلة دراسته الابتدائية إلى فرقة منشدين بالمدرسة. وظهرت عبقريته في الموسيقى والتلحين مباشرة بعد ذلك، وهو لم يكمل بعد سنواته 15، فترك الدراسة وهام يكتشف عوالمها في المحافظات المجاورة، بعد أن تعلم أصول العزف على العود على يد عازفين كبار حينها.

توترت علاقته بوالده بسبب تركه الدراسة، فاضطر إلى مغادرة منزل العائلة نحو مدينة الإسكندرية، حيث عمل على المراكب مدة ثلاث سنوات، قبل أن يعود إلى القاهرة للعمل في تغليف الكتب نهارا في شارع محمد علي، ويحترف الغناء ليلا في الأعراس والملاهي الليلية، ثم يذيع صيته كواحد من الأصوات الجميلة.

كان متأثرا بالملحن المصري محمد عثمان، إلى درجة اتهم بتقليد أسلوبه في التلحين والأداء، كما تأثر بموسيقى أجراس الكنائس والترانيم اليهودية في المعابد وبصوت الآذان في مساجد المسلمين، وبالموسيقى الشعبية المصرية القديمة، وكان منفتحا على موسيقى العالم، مما جعل ألحانه تتمتع بنفس متجدد بعيد عن الكلاسيكية، إذ كان أول من أدخل موسيقى الأوبرا في ألحانه العربية، وهو ما جعل منه واحدا من أشهر مجددي الموسيقى في العالم العربي، والمؤسس الحقيقي للتراث الموسيقي المصري الخالد.

غنى كبار الموسيقيين والفنانين المصريين من ألحانه، وعلى رأسهم عبده الحامولي والشيخ أبو العلا محمد وزكي مراد ومنيرة المهدية والسيدة أم كلثوم وأسمهان وليلى مراد. وفي جعبته أكثر من 500 أغنية من أشهرها “أسمر ملك روحي” و”وأنا نازلة أدلع” و”يا تمر حنة” وقطعة “أسير الحب” التي منح بفضلها الجائزة الأولى في مؤتمر الموسيقى بفرنسا عام 1906.

حصل على العديد من التكريمات، وظل، إلى حين وفاته في العاشر من دجنبر سنة 1937، متمسكا بديانته اليهودية، مترددا على معبد “ربي سمحاي” الشهير بحارة اليهود بالقاهرة. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*