إستيفان روستي… اليهودي الذي رفض الهجرة إلى إسرائيل

ينتمي إستيفان روستي، الفنان الكوميدي الذي اشتهر بأدوار الشر في أفلام الأبيض والأسود المصرية، إلى عائلة أرستقراطية كبيرة من أصل يهودي، إذ كان والده، الذي عمل في السلك الدبلوماسي، ينتمي إلى أسرة من “البارونات” المعروفة في النمسا.

ولد إستيفان في 1891 بحي شبرا الشعبي في القاهرة، قبل أن تسافر به والدته بعد طلاقها من والده، إلى إيطاليا للدراسة، وهناك التقى عددا من كبار نجوم السينما والمسرح المصريين، من بينهم عزيز عيد، الذي أعجب بثقافته وإتقانه اللغات، وعرض عليه الالتحاق بفرقته، ويوسف وهبي، الذي أسند إليه مهمة تعريب بعض الروايات الأجنبية والمخرج محمد كريم، الذي التقاه في باريس ونصحه بالذهاب إلى مصر، حيث العديد من فرص العمل في انتظاره، وهو ما قام به فعلا، ليلتقي المنتجة عزيزة أمير، التي انبهرت بثقافته السينمائية، فأسندت إليه مهمة إعادة إخراج فيلم “يد الله”، الذي لم ينجح جماهيريا، والذي تحول اسمه إلى “ليلى”، ولاقى عرضه، الذي حضره الشاعر الكبير أحمد شوقي، نجاحا كبيرا.  

غادر روستي بيت والدته بعد زواجها وسافر إلى النمسا بحثا عن والده، ثم بعدها إلى ألمانيا حيث عمل راقصا في ملاهيها الليلية ودرس التمثيل في معاهدها، قبل أن يعود إلى القاهرة للعمل بالفن، حيث حصل على أول بطولة له في فيلم “صاحب السعادة كشكش بيه”، لتتوالى أعماله الفنية بعد ذلك، والتي وصلت إلى 380 فيلما سينمائيا، من أشهرها “تمر حنة” و”قلبي دليلي” و”عنبر”.

كان روستي يعشق مصر ورفض مغادرتها ضمن اليهود المقيمين الذين هاجروا إلى إسرائيل بعد تأسيس الدولة سنة 1948، كما كان عازفا عن الزواج إلى أن وقع في حب فتاة إيطالية واقترن بها وسنه يتجاوز 45 سنة، إلا أن وفاة ابنه الأول منها بعد أسبوع فقط من ولادته، وفقدان الابن الثاني، بعد ثلاث سنوات، أثر في حياتهما الزوجية.

توفي روستي سنة 1964 فقيرا، رغم سنوات الشهرة الطويلة والعمل في السينما لمدة أربعين سنة تقريبا، لم يجن من وراءها سوى حب الجمهور وتقديره.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*