لقب سمير صبري، الفنان المصري الذي غادر دنيانا أخيرا، بمتعدد المواهب. وهو فعلا كذلك، إذ يعتبر فنانا شاملا، يمثل ويرقص ويغني ويقدم الاستعراض، إلى جانب موهبته في التقديم الإذاعي والتلفزيوني، الذي بدأ به حياته، حين اشتغل مذيعا في الإذاعة البريطانية.
بدأ مساره الفني في سنوات الستينات، ووقف إلى جانب عمالقة الفن المصري مثل عبد الحليم حافظ وعادل إمام وميرفت أمين ونبيلة عبيد ونادية الجندي، وتألق في العديد من الأدوار التي ظلت راسخة في ذاكرة الجمهور العربي، ومن بينها “البحث عن فضيحة”، إلى جانب برامجه الإذاعية التي كرست شعبيته لدى الجمهور، وعلى رأسها برنامجه الشهير “هذا المساء”.
ولد سمير صبري في الإسكندرية سنة 1936. ونشأ في أسرة تعشق الفن وتحترمه، وشجعته على دخول عالمه منذ تفتقت موهبته في الغناء والرقص والتقليد وهو في سن صغيرة. عاش طفولته ممزقا بين والدين مطلقين وعمره تسع سنوات، وهو ما أثر كثيرا في شخصيته وعلاقاته المستقبلية، خاصة بعد اضطراره إلى الانتقال للعيش مع والده وزوجته في القاهرة، بعيدا عن والدته. وهو الانتقال الذي فتح له، رغم ذلك، أبواب الحظ والانتشار والشهرة، بعد أن اختاره الفنان الكبير عبد الحليم حافظ، الذي كان جارا له، ليظهر معه على الشاشة ويؤدي دورا صامتا في مشهد من أغنية “حكاية حب” التي أداها العندليب في أحد أفلامه التي كان يصورها، قبل أن يقترح اسمه بعد ذلك على الممثلة لبنى عبد العزيز، ليشاركها تقدم فقرة إذاعية.
ظهر سمير صبري بعد ذلك في أدوار صغيرة وثانوية، في أفلام مثل “زقاق المدق” و”اللص والكلاب”، لكنها أدوار أظهر من خلالها موهبة كبيرة في الأداء، وأهلته للعب في أفلام هامة مثل “حكايتي مع الزمان” إلى جانب الفنانة وردة الجزائرية و”حب وكبرياء” مع نجلاء فتحي، و”نص ساعة جواز” أمام شادية، و”أهلا يا كابتن” مع نيللي.
عرف سمير صبري بشهامته ووقوفه إلى جانب العديد من الفنانين المصريين في أزماتهم الصحية، وهو ما أكسبه شعبية كبيرة لديهم ظهرت جلية أثناء تشييع جنازته.
قم بكتابة اول تعليق