غورباتشوف…رحيل آخر الزعماء السوفيات

يعتبر ميخائيل غورباتشوف، الذي رحل عن عالمنا في سن تتجاوز التسعين سنة، آخر الزعماء الذين ورثهم العالم من عهد الاتحاد السوفياتي وحربه الباردة التي كان شريكا في وضع نهاية لها رفقة الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغن، قبل أن يدعو الشعب السوفياتي إلى إعادة بناء الدولة من خلال سياسته التي عرفت ب”البرسترويكا”، والتي أعلن من خلالها نهاية ما عرف لسنوات طويلة بالاتحاد السوفياتي، إضافة إلى سياسته “الغلاسنوست” التي سمحت لبلاده بالانفتاح على العالم، وبينت للأمة الروسية وجهها في المرآة بعد أن عاشت سنوات طويلة في عتمة وظلام دامس بسبب سياسة “البروباغاندا” التي حجبت الحقائق الأليمة.

ولد ميخائيل غورباتشوف سنة 1931 ببلدة كراي ستافروبول لعائلة روسية من جهة الأب وأوكرانية من جهة الأب. عاش في الفقر حيث كان والده مزارعا بسيطا يأوي أبناءه في كوخ بسيط. درس في جامعة موسكو تخصص قانون وانضم إلى الحزب الشيوعي في بداية السبعينات، وكان من أهم الناشطين فيه إلى أن تقلد وتدرج في العديد من المناصب الكبرى داخله.

يحظى غورباتشوف، الحاصل على جائزة نوبل للسلام، باحترام كبير من الغرب الذي يعتبره زعيما ذكيا ينتمي إلى جيل جديد ومختلف من السياسيين الذين يرغبون في أن يقودوا بلادهم ومعها العالم نحو التغير للأفضل، في حين يكرهه الكثير من مواطنيه الروس الذين يرون فيه زعيما خاضعا للغرب كان وراء سقوط الاتحاد السوفياتي، رغم أنه لعب دورا كبيرا في تحقيق إنتاجية اقتصادية أفضل مما كان عليه الحال في عهد ستالين، وكان أكثر استماعا إلى نبض الشعب ومتطلبات الشارع من جميع الزعماء السوفيات الذين كانوا يعيشون متقوقعين في عوالمهم التي لا علاقة لها بالواقع.

استطاع غورباتشوف أن يقيم علاقة جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، العدو اللدود للاتحاد السوفياتي سابقا، قبل أن يتحول إلى روسيا، وهو ما خول له التقليص من حجم النفقات العسكرية والتسليحية لصالح السلع والمواد الغذائية التي وفرها للشعب الذي كان في أمس الحاجة إليها. كما كان له الفضل في إنهاء الاحتلال السوفياتي العسكري لأفغانستان.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*