“الروايس”… الشعر الأمازيغي المرتجل والملحن

تنتشر موسيقى “الروايس” وفنهم في منطقة سوس بالمغرب. قبل أن يصبح مموسقا وملحنا، كان عبارة فقط عن شعر شفوي مرتجل يعبر عن الهوية والذات وقضايا الواقع الأمازيغي. ورغم أن المصادر تؤكد ظهوره في نهاية القرن التاسع عشر، إلا أن تسجيله على أشرطة لم يبدأ في ثلاثينيات القرن الماضي مع “روايس” مشهورين مثل الحاج أحمد أمنتاك، والحاج بلعيد ومولاي علي وعمر واهروش  والمزوضي والفطواكي، أغلبهم كانوا من تلاميذ المدارس القرآنية ومريدي الزوايا.  

تعتمد موسيقى “الروايس” على آلات مثل الرباب ولوتار والناقوس والدف، وتوظف في غناءه العديد من الحكايات والأمثال الشعبية والحكايات الملحمية. أما اللباس الرسمي للقائد (الرايس) فيتكون من الجلباب والبلغة والخنجر والعمامة. 

كان لفن “الروايس” والشعر الغنائي الذي يؤدونه دور كبير في مقاومة الاستعمار والغزو، بدءا من الوندال والرومان والبيزنطيين، وصولا إلى الفرنسيين في عهد الحماية. وقد كان وسيلة مثالية لتجييش النفوس وبعث الحماسة فيها في الحروب، مثلما أكد على ذلك العديد من الباحثين والدارسين في هذا التراث الممتد في الثقافة الشعبية الأمازيغية. 

تعني كلمة “الروايس”، السادة، أي الذين حصلوا على اللقب اعتبارا لموهبتهم في تأليف وتأويل القصص المحكية أو المغناة المستوحاة من الطبيعة أو الدين أوالتاريخ أو خلال رحلات الصيد، مثلما يشير إلى ذلك الباحث الموسيقي إبراهيم المزند، في كتابه “فن الروايس”.

قبل أن يصبح “الروايس” مطلوبين من علية القوم والنخبة لإحياء أعراسهم وجلساتهم، كانوا عبارة عن موسيقيين رحل يجوبون سهول سايس ومناطق الأطلس وبعض المناطق الصحراوية، لينتقلوا بعد أن اشتهر فنهم إلى مدن كبرى مثل الدار البيضاء وفاس ومراكش. 

تعرض فن “الروايس” للتهميش مدة طويلة. بل قال بعض الفقهاء والدعاة الدينيين بتحريمه، معتبرين أنه منحرف عن الإسلام، خاصة أنه انفتح أيضا على العنصر الأنثوي، الذي كان حاضرا بقوة. 

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*