السلهام… رمز الأناقة والنخوة 

يعتبر السلهام رمزا للأناقة والنخوة، لذلك كان يتزين به الرجال في المناسبات الهامة وفي الأعراس والحفلات الدينية، منذ قديم الزمان، خاصة أنه كان مفضلا لدى السلطان ورجالات دولته، إضافة إلى الفقهاء الذين لهم مكانة وهيبة كبيرة داخل المجتمع.

هو زي تقليدي كان اللباس من دونه يبدو ناقصا. وهو عبارة عن قطعة من الثوب فضفاضة تلقى فوق الجلباب، بقب واسع عريض، وبدون أكمام. تستعمل في حياكته العديد من المواد من بينها الصوف وجلد الماعز، للذين يقطنون الجبال، وبالقطن والحرير لسكان المدن. وتقول المصادر التاريخية إن أول من ارتداه كانوا الأمازيغ، سكان المغرب الأولون، الذي كان يميزهم إلى جانب طبق الكسكس. وهو أشبه بالجلباب لكنه بعيد عنه.

لا يوجد السلهام في بلدان المشرق، لذلك فهو زي مغاربي بامتياز، ومشترك بين بلدان المغرب الكبير رغم اختلاف تسميته وشكل وطوله. وتختلف تسميته بين المناطق، إذ يسمى أيضا البرنس والخيدوس والهدون. كان حاضرا بالأندلس أيضا، إذ كان جزءا من الهدايا الملكية، قبل أن تشتهر بصناعته مدن مثل فاس وتادلة، تحت إشراف صناع يدويين في غاية المهارة، كانوا ينسجونه من الصوف الخشن أو الكتان لعامة الناس والفقراء، وبرقيق الصوف والحرير والديباج للأثرياء وعلية القوم.

وما زال المغاربة، يحرصون على ارتداء السلهام في بعض المناسبات الهامة، مثل الدورات البرلمانية أو الاحتفالات الرسمية، وعلى رأسهم الملك محمد السادس، الذي يرتديه ناصع البياض مع بلغة أنيقة، تجسيدا للبروتوكولات السلطانية والعادات المخزنية المتأصلة منذ قرون، في الوقت الذي قد يختار آخرون اللون الأحمر أو الأسود.

عرف السلهام، الذي لم يكن مسموحا بارتداءه إلا وفق شروط، منها أن يكون الرجل بالغا وميسورا، العديد من التغيرات التي واكبت تطورات المجتمعات. وهو اليوم لم يعد حكرا على الرجل، بل أصبحت النساء يقبلن على ارتداءه بشل كبير، بعد إجراء رتوشات عليه وإعادة تكييفه وتطويعه مع متطلبات الحياة العصرية الحديثة.

ويعرف هذا الزي التقليدي الجميل تراجعا في الطلب عليه، بعد أن غزت الموضة الأسواق وأصبحت تجارة الأزياء التقليدية، خاصة المصنوعة باليد، في خبر كان.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*