الخيط الأحمر… تميمة البركة

عرف اليهود المغاربة بارتداء خيط أحمر يضعونه على أيديهم اليسرى درءا للشر والعين والحسد، وطردا للنحس وسوء الحظ، وهي العادة التي انتقلت أيضا إلى أبناء عمومتهم من المسلمين الذين أصبحوا يضعونه أيضا ويلبسونه مثل سوار على الموضة، مثلما يلبسه اليهود من جميع أنحاء العالم، خاصة من معتنقي مذهب “الكابالا”.

يصنع الخيط الأحمر من الصوف والخيط أو من القرمزيات الرقيقة، لذلك يسمى أيضا ب”السلسلة القرمزية”، وهو بمثابة تميمة يهودية أصبحت تقليدا متوارثا عبر الأجيال، لتحظى اليوم بشعبية كبيرة بين العديد من المشاهير عبر العالم، الذين شوهدوا يرتدونها في العديد من صورهم، من بينهم نجم كرة القدم البريطاني دافيد بيكهام، ونجمة “البوب” الأمريكية مادونا والممثل الأمريكي ليوناردو دي كا بريو والممثلة ديمي مور وبريتني سبيرز وباريس هيلتون، كما تجاوزت شهرتها الديانة اليهودية لتصبح طقسا من طقوس الديانة الهندوسية.

ارتبط الخيط الأحمر ب”الكابالا”، المذهب الصوفي في الديانة اليهودية، الذي ارتبط بدوره عند معتنقيه بالسمو الروحي الذي يتداخل أحيانا مع السحر والمعجزات، ويؤمن معتنقوه أن الإنسان محاط بالعديد من القوى الشريرة التي عليه مواجهتها بمختلف الوسائل الممكنة، ومن بينها وضع خيط أحمر على معصم اليد اليسرى.

ولا يجب لمن يريد ارتداء الخيط الأحمر أن يقوم بذلك بنفسه، بل يكلف بذلك شخصا يعرف أنه يحبه، يربطه له على شكل عقدات تصل أحيانا إلى سبعة، في نفس الوقت الذي تتم فيه قراءة بعض الصلوات وتمني تحقق بعض الأماني. إنه خيط البركة مثلما يصفه اليهود المغاربة، وغالبا ما يستقدمونه من أماكن مقدسة مثل قبور أوليائهم وأنبيائهم حيث يتلون عليه الصلاة المباركة التي تطرد سوء الطالع والحسد والغيرة.

لا أحد يعرف تاريخ هذه العادة، ولا كيف انتشرت بين اليهود، لكن الجميع يعرف أنها منبثقة من أعراف وطقوس “الكابالا”، هذه الفلسلفة الدينية المعقدة التي لا يستطيع أي كان دراستها أو فهمها، حتى من بين الأحبار اليهود أنفسهم، والتي تؤمن أن للألوان طاقات معينة. واللون الأحمر عندها يرتبط بالخطر، ومن هنا تم اختياره للحماية من خطر الطاقة السلبية والعين الشريرة.

2 Comments

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*