“الصباح”… رائدة الجرأة

تأسست جريدة “الصباح” المغربية سنة 2000. وكانت واحدة من بين أوائل الجرائد المستقلة في المملكة، بعد أن كانت الجرائد التابعة للأحزاب تستحوذ على السوق.

جاءت فكرة إطلاق الجريدة، المكتوبة باللغة العربية، بعد النجاح الذي عرفته شقيقتها المفرنسة “ليكونوميست”، التابعة لمجموعة “إيكو ميديا” الإعلامية، والتي تم إطلاقها في عز انفتاح المملكة على حرية الصحافة والتعبير في أواخر عهد الملك الراحل المغفور له الحسن الثاني.

وتعتبر جريدة “الصباح”، التي تصدر بشكل يومي، من أولى الجرائد المغربية التي استعملت الألوان في صفحاتها، مما جعل الإقبال عليها من طرف القراء كبيرا، خاصة أنها اختارت ضمن طاقمها الصحافي أسماء من خيرة الأقلام الصحافية الموجودة، والتي كان لديها عدد مهم من المتابعين والمعجبين.

اختارت “الصباح” الجرأة في موضوعاتها. وراهنت على الخبر المهني وعلى الرأي والرأي الآخر، وهو ما لم يكن متوفرا بشكل كبير في سوق الصحافة بالمغرب، التي اعتادت على الروايات الرسمية. كما كانت حريصة على تنويع مواضيعها من خلال العديد من الزوايا والأركان والصفحات الخاصة بالمجتمع والحوادث والأسرة والفن والتلفزيون والسياسة والرياضة والصفحات الخاصة بالترفيه، إضافة إلى الحوارات والتحقيقات وصفحات الترجمة.

وكانت “الصباح” من أولى الجرائد التي خصصت صفحات كاملة لأخبار الجرائم والحوادث التي حظيت بإقبال كبير من طرف القراء، إلى جانب 5 صفحات خصصتها للرياضة بجميع أنواعها، دون الحديث عن الملفات الأسبوعية الكبرى التي خلقت الحدث غير ما مرة، بجرأة طرحها وتحليلها.

وراهنت “الصباح” منذ بدايتها على الصورة، إذ تخصص حيزا مهما للصورة داخل مقالاتها، كما أنها حاضرة بقوة على الصفحة الأولى، وغالبا ما تكون صورا معبرة عن الواقع، تلتقطها عدسات مصوريها الأكفاء، الذين حصلوا على جائزة الصورة غير ما مرة، سواء على المستوى الوطني أو العربي.

وكانت “الصباح”، التي اختارت منذ البداية الانتصار للحداثة والحريات، أول يومية مغربية تحصل على الجائزة الكبرى للصحافة الوطنية، عن ربورتاج أماط اللثام عن معاناة سكان أنفكو مع قساوة البرد والشتاء، وهو الربورتاج التي أنجزته الصحافية ضحى زين الدين، وأرفقه بالصور المعبرة المصور الصحافي عبد المجيد بزيوات.

وأثارت “الصباح” الجدل غير ما مرة داخل المجتمع وفي الحقل الإعلامي بسبب تطرقها إلى موضوعات مسكوت عنها، تعجز باقي الجرائد والمجلات على اقتحام أسوارها.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*