ولد عالم الاجتماع والمفكر إدغار موران، واسمه الحقيقي إدغار ناهوم، في العاصمة باريس سنة 1921، لعائلة يهودية سفاردية غير متدينة، تعود أصولها إلى سالونيك في اليونان، هاجرت إلى فرنسا في بداية القرن العشرين. وقد كان الابن الوحيد لوالده الذي يعمل تاجرا، ووالدته التي توفيت ولم يكن عمره يتجاوز حينها تسع سنوات، وهو ما شكل صدمة قوية كان لها تأثير كبير على قراءاته وميولاته الأدبية وأفكاره.
لم يتخرج موران، الذي احتفل العالم بمائويته في يونيو الماضي، من جامعات مرموقة، ولا حصل على دكتوراه (باستثناء دكتوراه فخرية من 14 جامعة دولية)، أو دبلومات عليا، ودرس الفلسفة والاقتصاد والعلوم السياسية بشكل ذاتي، بعد أن نال الإجازة في التاريخ والجغرافيا، ثم بعدها إجازة في القانون، لكن مؤهلاته “البسيطة”، لم تمنعه من الاشتغال في المركز الوطني للأبحاث العلمية، الذي يعتبر المنطلق للعديد من أبحاثه الرصينة في مجالات السياسة والأنثربولوجيا، كما لم تمنعه من ترؤس الوكالة الأوربية للثقافة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة “يونسكو”.
اهتم موران بالسياسة باكرا. انضم في الأربعينات إلى المقاومة الفرنسية ضد ألمانيا النازية، خاصة بعد أن فقد العديد من أهله وأصدقائه في المحرقة (ومن هنا جاء اسمه المستعار الذي احتفظ به إلى اليوم) وناضل في صفوف الحزب الشيوعي الفرنسي، وكان صديقا لكبار الكتاب والمفكرين مثل جون بول سارتر، إضافة إلى مجايليه مثل ميشال فوكو ورولان بارت ولوي ألتوسير، إذ يعتبر آخر من تبقى فيهم على قيد الحياة.
يعتبر موران من المناصرين للقضية اليهودية، رغم أنه حذر، في العديد من كتاباته، من تحول الضحية إلى جلاد، في إشارة لسياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين، التي طالبها دائما باحترام القانون الدولي، مما جعله يتهم داخل الأوساط الثقافية الفرنسية بمعاداة السامية.
إلى جانب تأسيسه مجلة “أرغومون”، ألف إدغار موران العديد من الكتب التي ترجمت إلى العديد من اللغات العالمية، من بينها “الإنسان والموت” و”روح الزمن” و”عنف العالم”، الذي شارك في تأليفه السوسيولوجي الفرنسي المعروف بيير بورديو.
قم بكتابة اول تعليق