محمد حسن الجندي فارس مغوار من الزمن الجميل، ترجل عن صهوة حصانه ذات فبراير 2017، تاركا وراءه إرثا فنيا وإبداعيا سيخلده التاريخ عبر الأجيال.
ولد سنة 1938 في مدينة مراكش، عاصمة البهجة، وانتشر اسمه على صعيد المغرب والعالم العربي، بفضل حنكته وموهبته في التمثيل وصوته الجوهري الذي تربت على سماعه أجيال من المغاربة، في عصر لم يكن فيه للتلفزيون مكان أمام الإذاعة الوطنية التي كان واحدا من نجومها، قبل أن يقدم في السبعينيات بلندن برنامجه “كشكول المغرب” الذي عرف نجاحا كبيرا ونسبة استماع مهمة.
هو واحد من أعمدة المسرح المغربي ورائد من رواد التمثيل في المغرب. بفضل فصاحته وإتقانه اللغة العربية ومخارج حروفها، استطاع أن يكون اسما له على مستوى العالم العربي ودول المشرق في وقت لم يكن فيه أحد من الفنانين المغاربة معروفا خارج حدود الوطن. ولعل براعته في أداء دور أبي جهل في التحفة الفنية العربية “الرسالة”، للمخرج السوري مصطفى العقاد، خير شاهد على إبداعه الفني.
علّم بأداءه الفني المتميز في أعمال عربية وتاريخية أخرى مثل فيلم “القادسية”، الذي أدى فيه دور القائد الفارسي رستم فرخزاد، ومسلسل “صقر قريش” للمخرج السوري حاتم علي ومسلسل “عمر”، للمخرج نفسه، الذي أدى فيه دور عتبة بن ربيعة، ومسلسل “آخر الفرسان” للمخرج السوري نجدت إسماعيل أنزور، إلى جانب العديد من الأعمال التي استحق عنها العديد من الجوائز والتقديرات، من بينها وسام “عملة باريس” الذي سلمه له مركز العالم العربي بباريس أو وسام الثقافة من جمهورية الصين، أو تكريمه في إحدى دورات مهرجان مراكش السينمائي الدولي ب”نجمة مراكش” رفقة المخرج الأمريكي الشهير فرانسيس فورد كوبولا.
محمد حسن الجندي هو رب عاتلة فنية بامتياز، فزوجته هي الفنانة فاطمة بنمزيان، التي شاركت في العديد من المسرحيات التي أنتجتها فرقته، إلى جانب العديد من الأعمال الدرامية الأخرى، وابنه البكر هو عبد المنعم الجندي، مؤسس فرقة الفنون المسرحية، وابنه الأصغر هو الممثل المسرحي والمخرج والمؤلف أنور الجندي، الرئيس الحالي لفرقة “فنون”، وابنته هي الكاتبة والمؤلفة هاجر الجندي.
قم بكتابة اول تعليق